علقت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الخميس 27 أبريل/نيسان 2023، على المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء.
وفي رد على سؤال حول موقف روسيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن موسكو ترحب بأي شيء قد يُسهم في إنهاء الصراع في أوكرانيا.
لكنه استدرك ذلك بالإشارة إلى أنه لا تزال هناك حاجة لتحقيق أهداف ما تسميه روسيا "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وقال بيسكوف إن روسيا على علم بتفاصيل ما ناقشه الرئيسان، وإن مواقفهما بشأن الصراع "معروفة جيداً"، مضيفاً: "إننا مستعدون للترحيب بأي شيء يمكن أن يعجل بإنهاء الصراع في أوكرانيا وقيام روسيا بتحقيق كل الأهداف التي حددتها لنفسها".
لكنه عقّب على ذلك بالقول "أما مجرد أنهما تواصلا فهذه مسألة سيادية لكل منهما، وأمر يتعلق بحوارهما الثنائي".
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا والصين قد ناقشتا خلال زيارة الرئيس الصيني لموسكو مؤخراً مسألة إعادة أوكرانيا لحدودها عام 1991، أجاب بيسكوف "لم تتم مناقشة ذلك".
الاتصال الأول منذ الحرب بأوكرانيا
وتحدّث الرئيسان الصيني والأوكراني، الأربعاء 26 أبريل/نيسان، للمرة الأولى منذ إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا، في فبراير/شباط العام الماضي، ليتحقق بذلك أحد أهداف كييف، التي سعت علانية منذ أشهر لإجراء مثل هذه المحادثات.
قناة "سي سي تي في" الصينية قالت إن المكالمة الهاتفية تمت بمبادرة من كييف، وذكرت أن الرئيس الصيني أكد لزيلينسكي أن "المحادثات والتفاوض" هما "السبيل الوحيد" للخروج من الحرب، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك نقلت القناة عن جين بينغ قوله إن "الصين لَطالما وقفت إلى جانب السلام، وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام"، وأضاف أن الصين "لن تقوم بمراقبة النيران من الجانب الآخر، ولن تقوم بصب الزيت على النار أو حتى الاستفادة من الأزمة لتحقيق مكاسب".
من جانبه، كتب الرئيس الأوكراني في تغريدة: "أجريت محادثة هاتفية طويلة ومهمة مع الرئيس الصيني"، مشيراً إلى أنه دعا إلى "دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية" بين كييف وبكين.
بعد الاتصال، أعلن زيلينسكي أيضاً تعيين وزير سابق سفيراً لدى الصين، بحسب مرسوم صادر عن الرئاسة، وكان هذا المنصب شاغراً منذ فبراير/شباط 2021، وقال زيلينسكي: "أعتقد أن هذا الاتصال إضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية".
في سياق متصل، وفي أول تعليق لها على المحادثة بين جين بينغ وزيلينسكي، قالت واشنطن إن البيت الأبيض رحّب بالمكالمة، لكنه قال إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الاتصال سيفضي إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.
جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، قال للصحفيين إن المكالمة كانت "أمراً جيداً". ورداً على ما إذا كانت ستؤدي إلى تحرك ذي مغزى نحو السلام، قال: "لا أعتقد أننا نعرف ذلك حالياً".
إرسال مبعوث خاص
في سياق متصل، أبلغ الرئيس الصيني جين بينغ، نظيره الأوكراني أن بكين سترسل مبعوثاً خاصاً في "إطار الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".
كانت بكين قد نشرت وثيقة من 12 نقطة، تحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام، في فبراير/شباط 2023، في خطوة اعتبرت دول غربية أنها تميل إلى روسيا، وزار جين بينغ موسكو، في مارس/آذار 2023، للقاء بوتين.
تتألف الخطة الصينية من 12 بنداً لحل النزاع في أوكرانيا، أكدت فيها احترام سيادة كل بلد، إلا أنها امتنعت عن توجيه أي انتقاد إلى موسكو، ودعت الخطة إلى استئناف الحوار، وإلى تجنب أيّ هجوم على المدنيين أو المنشآت المدنية.
لقيت الخطة تشكيكاً من حلفاء أوكرانيا، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إنها "لا تملك مصداقية كبيرة، لأنهم لم يكونوا قادرين على إدانة" غزو أوكرانيا.يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.