أعلن الجيش السوداني، مساء الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023، قبوله المبدئي لمقترح قدمه تكتل إفريقي لوقف إطلاق النار، يشمل تمديد الهدنة التي بدأت الثلاثاء برعاية أمريكية، وإيفاد مبعوثين إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.
وفيما تستمر الهدنة لليوم الثاني على التوالي، فقد دارت مواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" على أطراف العاصمة، فيما قالت الشرطة العسكرية التابعة للجيش السوداني إنها نقلت الرئيس المعزول عمر البشير من مستشفى علياء العسكري في العاصمة الخرطوم إلى مكان آخر، بعد تعرض المستشفى لمحاولة هجوم.
من جانبه، أفاد بيان من الجيش السوداني بأن الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أبدى موافقة مبدئية على اقتراح الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) تمديد الهدنة 72 ساعة وإرسال ممثل للجيش إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات.
يتضمن الاقتراح إرسال مبعوثين من الجيش ومن قوات الدعم السريع إلى جوبا؛ لمناقشة التفاصيل.
وفيما لم تعلن قوات الدعم السريع حتى ساعة نشر هذا التقرير موقفها من المبادرة، فقد قال قائدها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، إنه بحث مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الأزمة السودانية.
وقال حميدتي عبر حسابه الرسمي على فيسبوك مساء الأربعاء: "أجريت اليوم نقاشاً مثمراً مع وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، حول جملة من الموضوعات المتعلقة بالأزمة التي تعيشها بلادنا".
وأضاف: "شرحت للوزير السعودي أبعاد هذه الأزمة والأسباب التي أدت إلى قيامها، والهدنة التي تم الاتفاق حولها لفتح ممرات إنسانية للمواطنين والمقيمين من الجاليات الأجنبية".
فيما أعرب حميدتي عن شكره لحكومة السعودية "على اهتمامها المتواصل بقضايا شعبنا وحرصها على أمن واستقرار السودان والمنطقة".
والثلاثاء، دخلت هدنة حيز التنفيذ لمدة 72 ساعة بين الطرفين بوساطة سعودية أمريكية بغرض "فتح ممرات إنسانية"، ولكن اشتباكات استمرت بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، في العاصمة الخرطوم.
حيث اندلعت المواجهات في محيط القيادة العامة والقصر الرئاسي وسط الخرطوم، كما دارت اشتباكات في مناطق صالحة والمربعات بمدينة أم درمان غربي العاصمة.
على خلفية تجدد الاشتباكات، تبادل الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، الاتهامات بالمسؤولية عن خرق الهدنة الإنسانية.
ومنذ 15 أبريل/نيسان الجاري، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها 512 قتيلاً و4 آلاف و193 مصاباً، وفق أحدث إعلان لوزارة الصحة.
وعام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
عمليات إجلاء مستمرة
من جانبه، قال القائم بالأعمال في سفارة النظام السوري في الخرطوم بشر الشعار، الأربعاء، إن 15 سوريّاً قُتلوا جراء الاشتباكات الجارية في السودان.
ونقلت إذاعة "شام إف إم" السورية الخاصة عن الشعار، قوله إنه "لا توجد إحصائيات دقيقة للضحايا السوريين جراء اشتباكات السودان، لكن آخرها يشير إلى مقتل 15 شخصاً دون وجود إصابات"، من دون تفاصيل أخرى.
وأوضح أن "أياً من طرفي النزاع (الجيش السوداني والدعم السريع) لم يعترض سبيل قوافل الإجلاء، حيث غادرت آلاف مؤلفة وليس هناك جدول محدد للإجلاء".
وأضاف: "لن نترك السودان حتى مغادرة آخر سوري يريد الرحيل، وسنتابع عملنا في حال آلت الأمور إلى التهدئة".
ووفق القائم بالأعمال، فإن الجالية السورية في السودان "تبلغ نحو 30 ألف شخص".
يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه دول عربية، الأربعاء، عمليات الإجلاء لمواطنيها ولرعايا دول أجنبية من السودان، وفق ما أعلنته السعودية ومصر وتونس والمغرب والعراق، في بيانات رسمية.
حيث أجلت الرياض، الأربعاء، 119 مواطناً و2232 أجنبياً ينتمون إلى 62 جنسية، وفق إحصاء لبيانات نقلتها وكالة الأنباء السعودية.
ومساء الأربعاء، أعلنت القاهرة إجلاء 1140 مصرياً من السودان براً وجواً، ليرتفع إجمالي العائدين إلى 2679.
كما شهد مطار تونس قرطاج الدولي، مساء الأربعاء، وصول طائرة عسكرية على متنها 46 من رعايا البلاد الذين تم إجلاؤهم من السودان، وفق مراسل الأناضول.
وأعلنت الخارجية المغربية إجلاء 293 شخصاً من رعاياها الموجودين بالسودان، وذلك على خلفية القتال الدائر هناك.
فيما أعلنت وزارة الدفاع العراقية في بيان، الأربعاء، تخصيص طائرتين لإجلاء رعاياها العالقين في السودان، دون تفاصيل أكثر.
والسبت الماضي، بدأت عمليات إجلاء رعايا العديد من الدول، وسط تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني و"الدعم السريع" في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.