تفجرت الحرب في السودان بصورة مفاجئة هذا الشهر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعلى وقع الصدمة ارتبكت الحسابات واختلت الأوضاع بالنسبة لعائلة محمد جالي المقيمة في منطقة دارفور الصحراوية الشاسعة، والتي أصبح أحد أبنائها يقاتل في جانب والآخر يقاتل مع الخصم.
صحيحٌ أن الشقيقين لا يقاتلان في الوقت الحالي بالمكان نفسه، لكن الأسرة تخشى أن تدفعهما الحرب في نهاية المطاف إلى مواجهة مباشرة بالسلاح، وفق ما ورد في تقرير لوكالة رويترز الخميس 27 أبريل/نيسان 2023.
عبّر محمد جالي، الذي يعمل في بنك، عن شعوره بالمرارة لأن أحد أشقائه مع الجيش السوداني والآخر مع قوات الدعم السريع ولأن كليهما على الخطوط الأمامية.
فيما تضرع محمد إلى الله بأن يحفظ شقيقيه وأن يعودا إلى المنزل سالَمين. وعبّر جالي عن كراهيته للحرب التي اندلعت فجأة في 15 أبريل/نيسان بين الجيش السوداني بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
تقول رويترز إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تقاسما السلطة بعد انقلاب عام 2021 لكنهما اختلفا هذا العام حول الانتقال السياسي والدمج المزمع لقوات الدعم السريع في القوات المسلحة النظامية.
فقد خرجت قوات الدعم السريع من رحم ما يسمى بميليشيا (الجنجويد) التي قاتلت في دارفور أثناء الصراع الذي اندلع هناك منذ عام 2003 وأودى بحياة أكثر 300 ألف شخص. وما زالت الجماعة تعكف على تجنيد مقاتلين في المنطقة.
لا يتفوق على قلق الأسرة على الأخوين إلا القلق على الوالد ضعيف الصحة، ويخشون من وصول أنباء سيئة إليه. وكان مصعب جالي قد أخبر الأسرة في البداية بأنه في الفشقة، بعيداً عن ساحات القتال، لكنه قال لاحقاً إنه كان في نيرتتي بولاية شهدت بعض الاشتباكات.
يقاتل يعقوب، وهو الشقيق الآخر، في صفوف قوات الدعم السريع وقال إنه في قلب ساحات القتال. ونظراً إلى عدم إمكانية التواصل بسهولة مع يعقوب، لم تتمكن الأسرة على مدار أيام، من إبلاغه بوصول مولوده الجديد.
طلب محمد جالي من يعقوب الابتعاد عن الخطوط الأمامية، لكن يعقوب قال إن ذلك سيكون عملاً مخزياً وخذلاناً لرفاقه. وقال محمد جالي إنه يعتقد أن ما يفعله "منطقي ووطني".
فيما يخشى محمد جالي بشدةٍ أن تحدث بين شقيقيه مواجهة. وتشعر الأسرة بقلة الحيلة أمام هذا. وكتب محمد على صفحته على فيسبوك: "أسأل الله أن يحفظكما جميعاً في هذه المعركة التي أرى أن الخاسر الوحيد فيها أنا".