وافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، الخميس 27 أبريل/نيسان 2023، على تمديد الهدنة لثلاثة أيام جديدة بناءً على مبادرة أمريكية سعودية، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، بينما كشفت منظمة العفو الدولية عن توصلها بشهادات موثوقة عن "قتل غير قانوني" لمدنيين بالسودان.
تسببت المواجهات التي اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان الجاري، بمقتل المئات وجرح الآلاف بينما فر عشرات الآلاف من السودانيين والأجانب؛ هرباً من الحرب التي تهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة.
موافقة الجيش السوداني على الهدنة
قال الجيش السوداني في بيان: "بناءً على المساعي التي يبذلها الجانبان السعودي والأمريكي للمساهمة في تهدئة الأوضاع وتمديد الهدنة لتهيئة الظروف المناسبة لعمليات إجلاء المقيمين من مختلف الجنسيات، وتيسير النواحي الإنسانية لمواطنينا، وافقت قيادة القوات المسلحة على تمديد الهدنة التي طرحت، لمدة 72 ساعة إضافية يبدأ سريانها اعتباراً من تاريخ انتهاء الهدنة الحالية".
كما أعرب الجيش السوداني عن أمله في أن يلتزم من وصفهم بـ"المتمردين" بمتطلبات سريان الهدنة هذه المرة، "وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية، من قصف للمؤسسات والمواقع العسكرية لقواتنا، وتخريب للمرافق الحيوية، وتعريض لحياة وممتلكات المواطنين للخطر".
كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أعلن في وقت سابقٍ الخميس، عن عمل الولايات المتحدة على تمديد وقف إطلاق النار في السودان، مشيراً إلى أن الهدنة الأخيرة قلصت العنف وساعدت في إتمام عمليات الإجلاء الجوية.
أمريكا تناشد مواطنيها المغادرة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير، الخميس، إن الوضع بالسودان قد يتفاقم في أي لحظة، وإنه يتعين على الأمريكيين المغادرة في غضون ما بين 24 و48 ساعة قادمة.
كما قالت جان-بيير إن الإدارة الأمريكية قلقة حيال انتهاكات وقف إطلاق النار في السودان، وإن وزارة الخارجية الأمريكية نشرت موظفين قنصليين بصورة مبدئية، مضيفةً أنَّ تحسن الوضع أمر مستبعد.
من جهتها قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس، إن عدداً قليلاً نسبياً فحسب من الأمريكيين يسعون لمغادرة السودان في الوقت الحالي، وإنه لا تزال رحلات جوية دولية تغادر البلاد، وذلك رداً على سؤال بشأن عمليات إجلاء عسكرية عن طريق البحر.
البريجادير جنرال باتريك رايدر قال: "نعمل عن كثب مع وزارة الخارجية لتحديد عدد الأمريكيين الذين يريدون مغادرة السودان". وأضاف: "حتى الآن، المؤشرات التي لدينا هي أن هذه الأرقام صغيرة نسبياً. ومع ذلك، فإننا ندرك إمكانية تغير ذلك بسرعة".
"عمليات قتل" غير قانونية
من جهتها، كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، الخميس، عن تلقيها "شهادات موثوقة عن عمليات قتل غير قانونية" استهدفت المدنيين في السودان.
حيث قالت المنظمة ومقرها لندن، في تغريدة، إنها تلقت أخباراً "ذات مصداقية" بشأن "هجمات عشوائية وعمليات قتل غير قانونية" ضد المدنيين في جميع أنحاء السودان.
أضافت: "نكرر دعوة جميع أطراف النزاع في السودان إلى حماية المدنيين، والسماح بمرور آمن لمن يريدون المغادرة". وناشدت أطراف النزاع ضمان "وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المحتاجين".
الأربعاء 26 أبريل/نيسان، نشرت المنظمة على تويتر مقطعاً مصوراً قالت إنه يظهر تعرض مدنيين للخطر في السودان، على خلفية الصراع القائم.
منذ 15 أبريل/نيسان الجاري، يشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها مئات الأشخاص بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.