قال أحمد هارون المسؤول السوداني السابق في نظام عمر البشير والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، إنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين وإنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم. وأضاف في بيان صوتي بثته قناة طيبة التلفزيونية الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، أنه مستعد هو والمسؤولون السابقون الآخرون للمثول أمام القضاء عندما يضطلع بدوره.
يأتي البيان بعد تقارير أفادت بأن النزلاء في سجن كوبر فروا في وقت سابق هذا الأسبوع. وكان البشير وكبار نوابه من بين المحتجزين في هذا السجن. ولم يتضح على الفور إن كان البشير، الذي قضى فترات طويلة في مستشفى عسكري، موجوداً في السجن.
جدير بالذكر أن أحمد هارون كان وزيراً للشؤون الاجتماعية في ولاية جنوب كردفان، ثم جرت ترقيته بعد ذلك؛ حيث تم تعيينه منسقاً عاماً للشرطة الشعبية، بعدها قرر الرئيس السوداني السابق عمر البشير تعيينه وزير دولة بوزارة الداخلية في العام 2003 بعد اشتداد أوار التمرد في إقليم دارفور.
تلا ذلك إعفاؤه من منصبه بوزارة الداخلية، ثم تحول بعد ذلك إلى منصب وزير الدولة بوزارة الشؤون الإنسانية في سبتمبر/أيلول 2005 في حكومة الوحدة الوطنية التي شُكلت بموجب اتفاق السلام في جنوب البلاد.
مطالب بتسليمه للجنائية الدولية
في سياق متصل، فقد سبق أن طالبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودة، في عام 2021، الحكومة السودانية الانتقالية بتسليم أحمد هارون إلى القضاء الدولي، كي يحاكم مع مسؤول آخر في النظام السابق بتهم ارتكاب فظائع في إقليم دارفور الواقع غربي البلاد.
إذ إن هارون، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية منذ أكثر من عقد بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال نزاع دارفور الذي أودى منذ 2003 بحياة مئات الآلاف، شغل العديد من المناصب الحكومية في عهد الرئيس السابق، عمر البشير.
حيث أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، في 2007، بعدما وُجهت إليه 42 تهمة تشمل القتل والاغتصاب والتعذيب والاضطهاد والنهب.
على غرار عدد كبير من أركان النظام السابق، اعتُقل هارون في السودان في أعقاب إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير، في 2019، إثر احتجاجات شعبية غير مسبوقة.
خروج سجناء من سجن كوبر في السودان
كان عدد كبير من المساجين قد خرجوا من سجن كوبر الأحد، شمالي الخرطوم. ونشرت عدة مواقع محلية منها "صحيفة الجريدة" تسجيل فيديو للحظات خروج المساجين من السجن الواقع شمالي الخرطوم، كما نشرت فيديو لاشتباكات حول سجن كوبر قبيل مغادرة السجناء.
في حين يضم السجن عدداً من السجناء من قادة النظام السابق وعلى رأسهم عمر البشير الرئيس المعزول ونائبه علي عثمان محمد طه. وتضاربت الأنباء بشأن خروج البشير وقادة النظام السابق بسبب خطورة الأوضاع الأمنية بحي كوبر والمناطق المجاورة.
مقاطع فيديو للسجناء في الشوارع
كما تداول ناشطون عدداً من الفيديوهات تظهر المساجين وهم يسيرون في شوارع منطقة كوبر وهم يرتدون زي السجن الأبيض.
يذكر أنه قد تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات بشأن اقتحام سجن الهدى وإخراج المساجين. وخلال الأيام الماضية خرج آلاف المساجين من عدة سجون بالعاصمة الخرطوم "سجن الهدى بأم درمان وسجن سوبا جنوبي الخرطوم، ودار التائبات بأم درمان" بسبب انعدام الأكل والماء.
في حين أدانت قوة "الدعم السريع" ما وصفته بـ"إخلاء جميع سجناء سجن كوبر". وقالت في بيان: "كان واضحاً منذ بدء الحرب، والتداعيات التي سبقت ذلك أن قيادة الانقلاب والمتطرفين يريدون إدارة عجلة الزمان إلى الوراء باستعادة نظام الحكم في البلاد".
كما ذكر أن "الدعم السريع تدين تنفيذ قادة الانقلاب عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع السجناء المتواجدين بسجن كوبر الذي يضم جميع قادة النظام البائد". واعتبرت قوات الدعم السريع، أن "إخلاء السجناء من سجن كوبر تصرف يتنافى مع القوانين المحلية والإقليمية والدولية كافة".
فيما حمّل البيان "قيادة القوات المسلحة الانقلابية (في إشارة إلى الجيش) المسؤولية كاملة عن تقويض ثورة الشعب التي ضحى من أجلها الشباب والشابات".
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.
كذلك وفي عام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.