اندلعت مواجهة كلامية في مجلس الأمن، بين روسيا من جهة، وحلفاء أوكرانيا من جهة ثانية، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، وانتقد حلفاء كييف "استخفاف" روسيا التي نظمت اجتماعاً خاصاً لمجلس الأمن، برئاسة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موضوعه "الدفاع عن مبادئ" شرعة الأمم المتحدة.
السفير الأوروبي أولوف سكوغ أعلن، بحضور ممثلي دول الاتحاد الأوروبي الـ27، أنه "من خلال تنظيم هذا النقاش، تحاول روسيا تقديم نفسها كمدافع عن شرعة الأمم المتحدة والتعددية. لا شيء أبعد عن الحقيقة، إنه أمر يدعو للسخرية"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
أضاف سكوغ أنه "إذا كانت التعددية الفعالة مهمة لروسيا، فهذه هي أول طريقة لإثبات ذلك".
يأتي هذا بينما تتولى روسيا، في أبريل/نيسان 2023، الرئاسة الدورية لمجلس الأمن، وحضر وزير الخارجية سيرغي لافروف لرئاسة هذا الاجتماع، وهو أحد الأحداث "البارزة" لهذه الرئاسة.
في المذكرة المرسلة إلى الدول الأعضاء، قالت روسيا إنها تدين "النظام العالمي الأحادي القطب الذي قام" بعد نهاية الحرب الباردة، "ويهدد فعالية واستقرار منظومة الأمم المتحدة".
أضافت المذكرة: "اليوم هناك تحول منهجي آخر قائم: النظام العالمي الأحادي القطب وصل بشكل طبيعي إلى حدوده، وبدأت عملية أفوله السريع، بينما يظهر نظام جديد متعدد الأقطاب".
بدوره أشار لافروف أمام مجلس الأمن إلى أن نظام الأمم المتحدة "يمر بأزمة عميقة"، متهماً الغرب ولا سيما الولايات المتحدة، بأنه مسؤول عن ذلك، وقال إن "الأمر لا يتعلق فقط بأوكرانيا. يتعلق بكيفية استمرار تشكيل العلاقات الدولية من خلال بناء توافق متين يقوم على أساس توازن المصالح أو إعطاء دفع لهيمنة واشنطن بشكل قوي وعدواني".
من جانبه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش الذي كان جالساً إلى جانب لافروف، بالحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا، وقال إنها تمثل انتهاكاً للقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة.
غوتيريش أكد في تصريحاته أيضاً أن "الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي ينتهك شرعة الأمم المتحدة والقانون الدولي، يتسبب بمعاناة هائلة وبدمار للبلد ولسكانه، يضاف إلى الاضطرابات الاقتصادية العالمية التي تسببت بها جائحة كوفيد-19".
أضاف المسؤول الأممي: "يتعرّض النظام المتعدد الأطراف لتوتر أكبر من أي وقت مضى منذ إنشاء الأمم المتحدة"، مشدداً على "التوترات التي بلغت أعلى مستوى" بين "القوى العظمى… إذ نواجه أزمات متشابكة غير مسبوقة"، محذراً من "مخاطر النزاع، سواء من خلال المغامرة أو سوء التقدير".
بدورها، أكدت السفيرة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، وبيدها نص شرعة الأمم المتحدة، على أهمية الدفاع عن قيمها، لكنها قالت إن "روسيا المنظمة المنافقة لاجتماع اليوم غزت أوكرانيا الدولة المجاورة لها وضربت شرعة الأمم المتحدة في الصميم".
كما طالبت السفيرة الأمريكية وزير الخارجية الروسي بالإفراج عن أمريكيين عديدين موقوفين في روسيا بينهم الصحفي إيفان غيرشكوفيتش مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الذي اعتقل في نهاية مارس/آذار 2023 بتهمة "التجسس"، وبول ويلن المسجون منذ 2018.
أضافت غرينفيلد أن "استخدام الأفراد كبيادق هو استراتيجية ضعف. هذه ليست أفعال دولة مسؤولة. وبينما تمارس روسيا لعبة سياسية يعاني أشخاص حقيقيون"، مشيرة إلى حضور إليزابيث ويلن، شقيقة بول، وتابعت: "أريد أن ينظر الوزير لافروف في عينيها ويرى آلامها".
كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد طالبت في 23 فبراير/شباط 2023، في الذكرى الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا، قد طالبت بأغلبية ساحقة (141 صوتاً مقابل 7 ضد وامتناع 32 عن التصويت) بالانسحاب "الفوري" للقوات الروسية من أوكرانيا.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.