قالت وزارة الخارجية الأمريكية، الثلاثاء 25 أبريل/نيسان 2023، إن الولايات المتحدة تواصل الضغط لتمديد وقف إطلاق النار في السودان، وهو ما يشمل التنسيق مع شركاء إقليميين ودوليين للمساعدة في تشكيل لجنة للإشراف على مفاوضات. في الوقت ذاته قال البيت الأبيض إن فريق الأمن القومي التابع للرئيس جو بايدن يواصل الحديث إلى قادة عسكريين من طرفي الصراع في السودان لدعم وقف دائم للقتال هناك.
من جانبه، قال فيدانت باتل نائب المتحدث باسم الوزارة للصحفيين إن الولايات المتحدة ترغب في مساعدة الطرفين المتناحرين على التوصل إلى طريق لوقف مستدام للأعمال القتالية من خلال تواصلها مع الجيش السوداني والزعماء المدنيين.
أضاف باتل أن وزارة الخارجية أشارت في ملحوظة إلى أنه إذا تمكن الأمريكيون الموجودون في السودان من الوصول إلى بورتسودان وركوب عبارة إلى جدة، فإن هناك مسؤولين قنصليين في جدة لمساعدتهم.
أمريكا تتواصل مع القادة العسكريين في السودان
في السياق ذاته، فقد قالت كارين جان-بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض الثلاثاء، إن فريق الأمن القومي التابع للرئيس جو بايدن يواصل الحديث إلى قادة عسكريين من طرفي الصراع في السودان لدعم وقف دائم للقتال هناك.
أضافت خلال إفادة صحفية أن الولايات المتحدة تعمل مع شركاء ومجموعات مدنية سودانية في سبيل وقف دائم لإطلاق النار وترتيبات إنسانية.
في سياق متصل، فقد انحسر القتال في السودان الليلة الماضية، بعد أن وافق الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، لكن شاهداً قال إنه سمع دوي إطلاق نار الثلاثاء، بينما هرعت دول عربية وآسيوية وغربية لإجلاء مواطنيها من البلاد.
توسط لوقف إطلاق النار في السودان
من جانبها، قالت القوات المسلحة السودانية إن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية توسطتا من أجل وقف إطلاق النار. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن عن الاتفاق أولاً، وقال إنه جاء بعد مفاوضات مكثفة على مدى يومين. ولم يلتزم طرفا الصراع بعدة اتفاقات هدنة مؤقتة سابقة.
كان صراع قد اندلع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل/نيسان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 427 وتوقف مستشفيات وخدمات أخرى عن العمل وتحول مناطق سكنية إلى ساحات للقتال.
من جانبه، قال بلينكن في بيان: "خلال هذه الفترة، تحث الولايات المتحدة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على الالتزام بوقف إطلاق النار بشكل فوري وكامل".
إطلاق نار أثناء الهدنة في السودان
في حين قال شاهد من رويترز إنه سمع إطلاق نار يدوي من حين لآخر في مدينة أم درمان المجاورة للعاصمة الخرطوم بعد فترة من الهدوء النسبي خلال الليل.
فيما بدأت الحكومة البريطانية عملية إجلاء واسعة النطاق لمواطنيها بطائرات عسكرية من المطار إلى الشمال من الخرطوم، والتي أتيحت لحاملي جوازات السفر البريطانية.
حيث قال وزير الخارجية جيمس كليفرلي عبر تويتر: "بدأنا الاتصال بالرعايا مباشرة ونحدد لهم مسارات لمغادرة البلاد".
من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا اليوم الثلاثاء اكتمال إجلاء جميع اليابانيين الذين أبدوا رغبة في مغادرة السودان.
كما قال إينياتسيو كاسيس وزير الخارجية السويسري إن بلاده تترقب الفرص لإجلاء مواطنيها المتبقين في السودان، لكنه أقر بصعوبة إخراج من يحملون الجنسية السودانية والذين يمثلون غالبية السويسريين الباقين هناك.
سويسرا تغلق سفارتها في السودان
فيما أغلقت سويسرا بالفعل سفارتها في الخرطوم وأجلت الموظفين وعائلاتهم، ووصلوا إلى بيرن في وقت مبكر من صباح اليوم الثلاثاء.
من جانبه، قال مراسل لرويترز إنه قبيل إعلان الهدنة مساء أمس هزت ضربات جوية واشتباكات على الأرض أم درمان، وهي واحدة من ثلاث مدن متجاورة في منطقة العاصمة، كما وقعت اشتباكات في الخرطوم.
وملأ دخان قاتم السماء بالقرب من المطار الدولي وسط الخرطوم، بالقرب من مقر القيادة العامة للجيش، كما هزت قذائف مدفعية المناطق المحيطة.
في حين حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العنف في بلد يقع بين البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل في إفريقيا "ينذر بتصاعد كارثي للحرب في السودان، يمكن أن يمتد إلى المنطقة بأسرها وإلى خارجها".
كان عشرات الآلاف، بمن فيهم سودانيون ومواطنون من دول مجاورة، قد فروا في الأيام القليلة الماضية إلى مصر وتشاد وجنوب السودان، على الرغم من الاضطرابات والظروف المعيشية الصعبة بها. وتبذل الحكومات الأجنبية جهوداً لإجلاء مواطنيها إلى بر الأمان.