يوم عاشر من الاقتتال بالسودان.. حصيلة جديدة لضحايا الصراع، ودول تواصل إجلاء رعاياها

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/24 الساعة 12:49 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/24 الساعة 13:51 بتوقيت غرينتش
قوات الدعم السريع والجيش السوداني يشتبكات بمناطق مدنية - رويترز

تواصل الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم العاشر، بعد فترة من الهدوء أعقبت انتهاء هدنة إنسانية هشّة في عيد الفطر المبارك، في حين أكد الجيش أن "المليشيا المتمردة" تبعثرت على نطاق واسع بالخرطوم، وذلك تزامناً مع استمرار الجهود الدولية المنسقة لإجلاء المواطنين الأجانب من السودان؛ حيث أرسلت واشنطن قطعاً بحرية لمساعدة رعاياها الراغبين في مغادرة السودان.

بينما قالت الأمم المتحدة إن حصيلة ضحايا الصراع بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع ارتفعت إلى  427 قتيلا وأكثر من 3700 مصاب.

إذ قصف الطيران الحربي، الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، منطقة الفتيحاب في أم درمان بولاية الخرطوم، كما استهدف الجيش السوداني مواقع الدعم السريع شرق النيل بالعاصمة، في محاولة منه لإخراج قوات الدعم من الأحياء السكنية، بحسب قناة الجزيرة الفضائية.

"المليشيا المتمردة تبعثرت"

وفي بيان للجيش السوداني على صفحته بموقع "فيسبوك"، الإثنين، قال إن الموقف العملياتي "مستقر" بشكل ملحوظ، وإن "المليشيا المتمردة" تبعثرت على نطاق واسع بالخرطوم وأجزاء محدودة من الجزء الشمالي الشرقي من العاصمة للاحتماء بهذه التجمعات السكنية واتخاذ المواطنين دروعاً بشرية".

البيان ذكر أن "الموقف العملياتي مستقر بشكل ملحوظ وتستمر قواتنا في توسيع نطاق تأمين منطقة الخرطوم (وسط) بالتدرج لتجنب إلحاق أضرار بالمناطق السكنية".

كما نشرت القوات المسلحة السودانية مقطعاً مصوراً لإعلان عنصر عسكري برتبة رائد من قوات الدعم السريع الانضمام إلى الجيش.

وظهر الرائد حسين هداي عمر عيسى، وهو يعلن انضمامه مع مجموعته المكونة من 125 فرداً و25 عربة بكامل العتاد للقوات المسلحة، مبيناً أن هذه الخطوة جاءت استجابة لدعوات أطلقها الجيش سابقاً مع استمرار المواجهات.

حميدتي يتهم البرهان بـ"التخريب"

وفي استمرار لتبادل الاتهامات منذ انطلاق الاشتباكات المسلحة بينهما، الأسبوع الماضي، وجهت قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، أصابع الاتهام مجدداً إلى الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأشارت، في بيان جديد، الإثنين، إلى أنها رصدت خلال اليومين الماضيين عمليات تخريب واسعة ونهب لمنازل المواطنين ومقار الشركات والمصانع، معتبرة أن من يقف وراءها فلول وعناصر النظام السابق لعمر البشير، في إشارة إلى قوات الجيش. كما اعتبرت أن البعض يحاول إلصاق التهم بقواتها عبر خطط مكشوفة.

ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية عبر البر والبحر والجو، والتي بدأت السبت الماضي.

فيما يشكل المطار الرئيسي في الخرطوم مسرحاً لاقتتال عنيف، مع سيطرة قوات الدعم السريع عليه. تجري عمليات إجلاء عدّة عبر ميناء بورتسودان على البحر الأحمر الواقع على بعد 850 كيلومتراً من العاصمة، بحسب فرانس برس.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، الإثنين، إن فرنسا وإسبانيا تمكنتا من إجلاء 11 مواطناً بولندياً بينهم السفير ليؤكد بذلك صحة تقرير لمحطة إذاعية خاصة.

بدوره، قال وزير الخارجية المجري، بيتر زيجارتو، في مقطع فيديو على فيسبوك، الإثنين، إنه تم إجلاء 4 مجريين آخرين من السودان إضافة إلى 6 آخرين في طريقهم إلى بر الأمان.

من جانبه، قال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، في مقابلة مع محطة (إم.إس.إن.بي.ٍسي) الإثنين إن الولايات المتحدة تعد لإرسال قطع من الأسطول الأمريكي لمساعدة رعاياها الذين يرغبون في مغادرة السودان.

"عملية معقدة وناجحة"

في المقابل، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الإثنين، أن أكثر من ألف من رعايا الاتحاد غادروا السودان في عمليات إجلاء تمت خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقال لصحفيين: "كانت عملية معقدة وناجحة".

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي سيواصل الدفع من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في السودان على الرغم من إجلاء الموظفين الدبلوماسيين وغيرهم من مواطني الكتلة من البلاد مؤخراً.

كما أوضح بوريل، قبل اجتماع مع وزراء خارجية دول التكتل "علينا أن نواصل الضغط من أجل تسوية سياسية. لا يمكننا تحمل انفجار السودان من الداخل؛ لأن هذا سيرسل موجات من الصدمات في إفريقيا بأسرها".

ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقار تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.

و"الدعم السريع" تشكلت في 2013 لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.

تحميل المزيد