أعلن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، الإثنين، 24 أبريل/نيسان 2023، أنه تم الإعداد لعقد اجتماع بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا، ونظام الأسد، وإيران غداً الثلاثاء، 25 أبريل/نيسان 2023 في العاصمة الروسية موسكو، متوقعاً حدوث تطورات إيجابية على خلفية اللقاء.
أكار أوضح في تصريح صحفي، أن الاجتماع الثلاثي الذي جرى يوم 28 ديسمبر/كانون الأول 2022، بين وزراء دفاع ورؤساء استخبارات تركيا وروسيا والنظام، تمخض عنه التأكيد على مواصلة الاجتماعات، مشيراً إلى أن الجهود المبذولة عقب ذلك الاجتماع أسفرت عن اتفاق بشأن انضمام إيران إلى هذه الاجتماعات.
أضاف أكار أنه "خططنا لعقد اجتماع رباعي في العاصمة الروسية موسكو، وهدفنا هو حل المشاكل العالقة عن طريق الحوار، وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة بأقرب وقت ممكن".
كما أشار إلى أن اللقاءات تجري في ظل الاحترام المتبادل بين الأطراف، مبيناً أنه من المتوقع أن تحدث بعض التطورات الإيجابية عقب اجتماع الغد، وأكد أن تركيا تبذل وستواصل بذل ما بوسعها من أجل السلام في المنطقة.
في سياق متصل، قال أكار عن اللاجئين السوريين في تركيا: "لا نرغب في موجة لجوء جديدة، ونهدف لتوفير الظروف الملائمة لعودة السوريين إلى ديارهم بشكل آمن وكريم"، وأضاف أنه "إلى جانب هذا هناك إخوة سوريون لنا يعملون معنا، سواء في تركيا أو في الداخل السوري، ولا يمكن أن نتخذ أي قرار من شأنه أن يضعهم في مأزق".
كانت المرحلة الأولى من الحوار بين تركيا ونظام الأسد قد تمثلت بأول لقاء ثنائي رفيع المستوى بين أنقرة ودمشق منذ بداية الحرب في سوريا 2011، وكان بين وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات، حقان فيدان، من جهة، ووزير دفاع نظام الأسد، علي محمود عباس، ورئيس الاستخبارات، حسام لوقا، من جهة أخرى، وجرى اللقاء حينها في موسكو، في 28 ديسمبر/كانون الأول 2022.
أما المرحلة الثانية، فجرى تأجيلها مجدداً الخميس، 16 مارس/آذار 2023، بعد تأجيل مشابه في فبراير/شباط 2023، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب كلاً من سوريا وتركيا 16 من الشهر ذاته، إلى جانب رغبة طهران في المشاركة بالحوار.
يأتي هذا فيما يدخل الصراع في سوريا عقده الثاني، بعد أن أودى بحياة مئات الآلاف من الأشخاص، وشرّد الملايين، وتورّطت فيه قوى إقليمية وعالمية، لكن حدة القتال بدأت في الانحسار مؤخراً.
كانت حكومة الأسد قد استعادت معظم الأراضي السورية، بدعم من روسيا وإيران، فيما لا يزال مقاتلو المعارضة المدعومون من تركيا يسيطرون على جيب في شمال وشمال غربي البلاد، بينما يسيطر مقاتلون أكراد مدعومون من الولايات المتحدة على منطقة بالقرب من الحدود التركية.
لا تدعم واشنطن الدول التي تعيد علاقاتها مع الأسد، ودعت مراراً إلى عدم تطبيع العلاقات معه، إذ تفرض أمريكا عقوبات على النظام بسبب عمليات القتل التي ارتكبتها قواته في سوريا.