أكدت الصين، الإثنين، 24 أبريل/نيسان 2023 أنها تعتبر كل الجمهوريات المنبثقة عن الاتحاد السوفييتي السابق "دولاً ذات سيادة"، وذلك في محاولة منها لتهدئة غضب دول أوروبية، بعدما أثار تصريح لسفير بكين في باريس، لو شاي، تنديداً واسعاً في أوروبا، شكك فيه بسيادة هذه البلدان.
الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، قالت في تصريح لصحفيين: "تحترم الصين وضع دولة ذات سيادة في كل الجمهوريات المنبثقة عن تفكك الاتحاد السوفييتي"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كان السفير الصيني في فرنسا شاي، قد اعتبر في رده على سؤال لمحطة "أل سي إي" الإخبارية الفرنسية، مساء يوم الجمعة الفائت، أن الجمهوريات السوفييتية السابقة لا تتمتع بالسيادة، وقال إن هذه الدول "ليس لها وضع فعلي في القانون الدولي لأنه لا يوجد أي اتفاق دولي يكرس وضعها كدول ذات سيادة".
تصريح شاي جاء في معرض حديثه عن شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في 2014، وأثار التصريحات انتقادات ليس فقط في أوكرانيا التي تشن عليها روسيا حرباً منذ فبراير/شباط 2022، بل أيضاً في الجمهوريات السوفييتية السابقة التي أصبحت دولاً مستقلة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي العام 1991.
الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ، قالت إن "الصين تحترم سيادة كل الدول واستقلالها وسلامة أراضيها وتدعم أهداف ميثاق الأمم المتحدة ومبادئه"، وأوضحت أنه "بعد انهيار الاتحاد السوفييتي كانت الصين من بين أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الدول المعنية".
شددت المتحدثة على أنه "منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، لطالما تمسّكت الصين بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة في تطوير علاقات الصداقة والتعاون الثنائية"، وأضافت أن "بعض وسائل الإعلام تسيء تفسير موقف الصين بشأن المسألة الأوكرانية وتثير التباينات في العلاقات بين الصين والدول المعنية"، مشيرة إلى أن بكين "ستكون يقظة بشأن ذلك".
استدعاء دبلوماسيين
كانت تصريحات سفير بكين قد أثارت رداً من وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي اعتبرها "غير مقبولة"، مؤكداً أن "الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن يفترض أن هذه التصريحات تمثل موقف الصين الرسمي".
كذلك استدعت دول البلطيق الثلاث (ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا) الإثنين مبعوثي الصين لديها على خلفية تصريحات شاي.
وزير خارجية ليتوانيا غابرييليوس لاندسبيرغيس، أشار إلى أنه سيُطلب من الدبلوماسيين تقديم تفسير حول ما إذا كان "الموقف الصيني بشأن الاستقلال تغيّر، ولتذكيرهم بأننا لسنا دولاً سوفييتية سابقة، إنما الدول التي كانت محتلة من الاتحاد السوفييتي بشكل غير قانوني".
لاندسبيرغيس كتب على تويتر: "إذا كنتم ما زلتم تتساءلون عن سبب عدم ثقة دول البلطيق بالصين كوسيط في عملية السلام في أوكرانيا، ها هو سفير صيني يعتبر أن القرم روسية وأن حدود بلداننا ليس لها أي أساس قانوني".
من جانبه، قال وزير الخارجية الإستوني، مارغوس تساكنا إنه يريد معرفة لماذا "تتخذ بكين موقفاً أو تدلي بتصريحات كهذه بشأن دول البلطيق".
كان السفير شاي، قد أقر في السابق بأنه جزء من فئة من الدبلوماسيين الصينيين تُعرف باسم "الذئاب المحاربة"، وهو لقب يُطلق على الذين يردّون بشراسة على المنتقدين الذين يعتبرونهم معادين للصين.