قالت إسرائيل وفي تقرير نشرته وكالة رويترز الإثنين 24 أبريل/نيسان 2023، إنها اقترحت استضافة محادثات بين طرفي الصراع بالسودان بهدف وقف إطلاق النار، في الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة، الإثنين، أن 427 شخصاً قُتلوا وأصيب أكثر من 3700 آخرين نتيجة الصراع المتواصل في السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023.
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، في بيان: "منذ اندلاع القتال في البلاد، تعمل إسرائيل عبر قنوات مختلفة، من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والتقدم الذي جرى إحرازه خلال الأيام القليلة الماضية، في المحادثات مع الجانبين واعد جداً".
وساطة إسرائيلية في السودان
في المقابل قال ثلاثة من مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية لموقع أكسيوس، إن إسرائيل عرضت في اقتراح قُدم إلى الجنرالات المتحاربين بالسودان استضافة الجانبين في محادثات بوساطة إسرائيلية، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
حيث قدم المسؤولون الإسرائيليون الاقتراح إلى قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو المعروف باسم "حميدتي"، بعد عدة مكالمات منفصلة بين مسؤولين إسرائيليين والجنرالين.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رونين ليفي، يوجهان رسائل ويتحدثان مباشرة إلى البرهان وحميدتي منذ بدء القتال قبل أكثر من أسبوع؛ لحثهما على تنفيذ وقف إطلاق النار، بحسب المسؤولَين.
في حين قال مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية إن كلاً من البرهان وحميدتي لم يستبعدا الاقتراح الإسرائيلي، وأعطيا الانطباع بأن كليهما يفكران فيه بشكل إيجابي. ولم يرد متحدث باسم القوات المسلحة السودانية ومستشار حميدتي، على الفور على طلبات "أكسيوس" للتعليق.
كما قال مسؤولون في وزارة الخارجية الإسرائيلية إن إسرائيل نسقت جهودها مع إدارة بايدن ودول في المنطقة مثل الإمارات العربية المتحدة، وأطلعتهم على الاقتراح. وأكد مسؤول أمريكي أنه تم إطلاع إدارة بايدن على الاقتراح.
استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم
من جانبه قال المكتب الأممي للشؤون الإنسانية بالسودان (أوتشا)، في بيان، إن "القتال ما زال مستمراً بين الجيش والدعم السريع منذ 15 أبريل/نيسان وحتى اليوم، ما أسفر عما لا يقل عن 427 قتيلاً وأكثر من 3700 جريح".
أضاف المكتب الأممي، أن "ما لا يقل عن 11 مرفقاً صحياً تعرض للهجوم، والعديد منها يعمل في ولايتي الخرطوم ودارفور (غرب)". وتابع أن "المدنيين يفرون من المناطق المتضررة من القتال وضمن ذلك إلى دول تشاد ومصر وجنوب السودان". ولفت إلى أن أسعار المواد الأساسية في ارتفاع حاد بسبب النقص.
كانت منظمة الصحة العالمية قالت في بيان، السبت، إن حصيلة ضحايا الصراع في السودان بلغت 420 قتيلاً و3 آلاف و700 جريحاً.
نقل موظفي الأمم المتحدة في السودان
من ناحية أخرى، أعلنت البعثة الأممية بالسودان، الإثنين، عن نقل موظفيها المُعيَّنين دولياً مؤقتاً من الخرطوم إلى مدينة بورتسودان، شرقي البلاد.
قالت البعثة، في بيان، إنه "سيتم نقل الموظفين إلى البلدان المجاورة حيث سيعملون عن بعد على تقديم المساعدة للشعب السوداني، كإجراء لتقليل المخاطر على سلامتهم". وأشارت إلى وصول نحو 700 من موظفي الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية الدولية، وموظفي السفارات وعائلاتهم إلى بورتسودان عن طريق البر.
أضافت: "سيبقى عدد بسيط من الموظفين المُعينين دولياً، من ضمنهم الممثل الخاص للأمين العام في السودان فولكر بيرتيس، وسيواصلون العمل من أجل حل الأزمة الحالية". وذكرت البعثة، أنه يعمل لدى الأمم المتحدة في السودان 877 موظفاً دولياً و3272 موظفاً محلياً، بإجمالي 4149 موظفاً.
نقل البيان عن بيرتيس قوله: "طرأ تعديل على طبيعة وجودنا على الأرض في ضوء الوضع الأمني". وأضاف أنه "لا توجد خطة أو تفكير في مغادرة الأمم المتحدة للسودان". وتابع: "نحن ملتزمون بالبقاء في السودان ودعم الشعب السوداني بكل وسيلة ممكنة، وسنبذل قصارى جهدنا لإنقاذ الأرواح مع حماية سلامة أفرادنا".
يذكر أنه منذ 15 أبريل/نيسان 2023، اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح، معظمهم من المدنيين.
كذلك وفي عام 2013، تشكلت "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المتمردة بإقليم دارفور (غرب)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.
السعودية والإمارات يبحثان الأزمة السودانية
في سياق متصل فقد بحث وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الإثنين، مع نظيره الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، جهود وقف التصعيد في السودان.
جاء ذلك في اتصال هاتفي بين الوزيرين، وفق بيان للخارجية السعودية، ووكالة الأنباء الإماراتية، تزامناً مع استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني، وعناصر "الدعم السريع"، لليوم العاشر.
أفادت الخارجية السعودية، في بيان، بأن وزيرها تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الإماراتي، هنأه فيه بـ"نجاح عملية إجلاء المواطنين السعوديين وعدد من مواطني الدول الشقيقة والصديقة".
كما بحث الوزيران "الجهود الدولية المبذولة لوقف تطورات الأوضاع في السودان، والسبل الملائمة لوقف التصعيد". ووفق وكالة الأنباء الإماراتية، أشاد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بجهود السعودية في إجلاء رعايا بلاده، دون تفاصيل أكثر.
في حين حذّر البيت الأبيض، الإثنين، من أن الوضع الأمني في السودان بات "الآن أكثر خطورة"، قائلاً إنه "لا يسمح بعملية إجلاء إضافية لرعايا أمريكيين". ونقلت قناة "الحرة" الأمريكية عن البيت الأبيض، أن "طائرات أمريكية مسيرة تساعد على تأمين قافلة حافلات متوجهة إلى بورتسودان تضم عدداً من الأمريكيين".
فيما تعمل الولايات المتحدة وعدة دول أخرى على إجلاء رعاياها ودبلوماسييها من السودان وسط استمرار المعارك بين قوات الجيش و"الدعم السريع" لليوم العاشر على التوالي، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين. وأضاف البيت الأبيض أن "الوضع الأمني في السودان الآن أكثر خطورة ولا يسمح بعملية إجلاء إضافية لرعايا أمريكيين". وقال إنه "لا سبيل للتحقق بدقة من عدد المواطنين الأمريكيين في السودان".
كما لفت البيت الأبيض إلى أن "لدى الولايات المتحدة قدرات عسكرية في المنطقة يمكن تحريكها في حالات الطوارئ"، دون تحديد طبيعة الطوارئ التي ذكرها. وأوضح المصدر أن واشنطن "تجري اتصالات مستمرة مع (رئيس المجلس السيادي، عبد الفتاح) البرهان و(قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان) دقلو، بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار".