اتهم الجيش السوداني، مساء السبت 22 أبريل/نيسان 2023، قوات الدعم السريع بمواصلة "انتهاكات الهدنة". وقال في بيان: "تواصلت خلال اليوم انتهاكات المتمردين للهدنة المعلنة، وتتمثل باستمرار أعمال القناصة من على البنايات المطلة على محيط القيادة العامة ومناطق متفرقة بجنوب الخرطوم والخرطوم بحري". فيما أقدمت دول عربية على إجلاء رعاياها من السودان، في ظل احتدام القتال بين الطرفين.
الجيش السوداني أضاف أن الانتهاكات تمثلت أيضاً بـ"القصف العشوائي بالهاون وسقوط المقذوفات على مناطق سكنية مجاورة، مما أحدث إصابات بين بعض المواطنين". وتابع أن قوات الدعم السريع شنت هجوماً على مدينة جياد الصناعية بولاية الجزيرة (وسط)، وتصدت لها قوات الجيش وطردت المتمردين.
أشار إلى "قيام الدعم السريع بالقصف المدفعي على مواقع بمحيط القيادة العامة (للجيش بالعاصمة الخرطوم)".
الجيش السوداني يتهم قوات الدعم بخرق الهدنة
كما استمرت "الدعم السريع"، بحسب البيان، في "احتلال بعض مراكز الشرطة ومنعها من القيام بواجباتها اليومية في حفظ الأمن وحماية المرافق والمنشآت وتأمين السلامة والطمأنينة العامة للمواطنين بجميع أنحاء البلاد".
أكد الجيش أن قواته "ستستمر في التصدي لهذه الانتهاكات والتعامل معها بالأسلوب المناسب حسب الموقف". ولم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع على ما ذكره الجيش السوداني.
في حين أنه وفي يوم السبت، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم، رغم هدنة إنسانية معلنة بين الطرفين لمدة 3 أيام بمناسبة عيد الفطر.
أما مساء الجمعة، أعلن الجيش السوداني في بيان موافقته على هدنة لمدة 3 أيام، بعد ساعات من إعلان "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال الذي أودى بحياة 413 شخصاً بين 15 و21 أبريل/نيسان الجاري، وفق بيان لمنظمة الصحة العالمية.
في سياق متصل، قال الجيش السوداني إن قوات الدعم السريع "قامت بالهجوم على سجن الهدى في أم درمان وأطلقوا سراح عدد كبير من النزلاء"، واتهم بيان الجيش قوات الدعم السريع بالاستيلاء على آلاف الملابس العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة، مبدياً خشيته من أن "يستغلها المتمردون في القيام بأعمال سلب ونهب واسعة، ومحاولة إلصاق الجريمة بالقوات المسلحة".
أضاف البيان أن "المتمردين يتصرفون بطريقة يائسة وهم لا يتورعون عن القيام بأي شيء".
في حين أعلنت هيئة الدفاع عن محمد آدم توباك، أحد نزلاء السجن، أن موكلها خرج من سجن الهدى بعد اقتحامه عبر قوات الدعم السريع الجمعة. وقالت هيئة الدفاع عن آدم توباك؛ إنه بتاريخ 21 من أبريل/نيسان، أول أيام عيد الفطر، "قامت قوة مسلحة بهجوم على سجن الهدى، واشتبكت مع شرطة السجون، وقامت بإطلاق سراح نزلاء السجن من المحكوم عليهم والمنتظرين".
قوات الدعم ترد على الجيش السوداني
من جهته، نفت "الدعم السريع" تورطها في الهجوم متهمة "فلول النظام السابق" بارتداء زيها العسكري والتسبب في الحادثة وحوادث سابقة. وأكدت قوات الدعم السريع في تغريدة عبر تويتر أن من تصفهم بـ"الانقلابيين وأعوانهم من الفلول نشطوا في حملة أكاذيب وشائعات مضللة للتغطية على هزائمهم في أرض المعركة".
رغم الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة، إلا أن جنود الجيش ومسلحين من قوات الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في أحياء من العاصمة. وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة، إن أكثر من 413 شخصاً لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان.
العراق يجلي مواطنيه
في حين أعلن العراق، السبت، نجاح إجلاء دبلوماسييه من مبنى سفارته في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال متحدث وزارة الخارجية أحمد الصحاف، في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية: "تم نجاح إجلاء الكادر الدبلوماسي العراقي من مبنى السفارة في الخرطوم بعملية نوعية"، دون مزيد من التفاصيل.
في وقت سابق السبت، أكدت وزارة الخارجية أنها "تنسق مع عدد من الدول لإجلاء العراقيين من السودان". وقال متحدث الخارجية في بيان نشرته وكالة الأنباء العراقية، إن الوزارة "تنسق مع عدد من الدول الشقيقة لإجلاء آمن للرعايا العراقيين في السودان".
كان الصحاف قد قال الجمعة في بيان: "نعمل بأولوية قصوى لتوفير استجابة لجاليتنا الكريمة في السودان، وننسق مع الجهات المعنية هناك".
السعودية تجلي رعاياها
في حين بدأت السبت، عمليات إجلاء رعايا عدد من الدول العربية والأجنبية. وأعلنت الخارجية السعودية في بيان، تنفيذها "عملية إجلاء من السودان شملت 91 سعودياً، و66 أجنبياً من 12 دولة، بينهم دبلوماسيون ومسؤولون دوليون".
يذكر أنه ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023 اندلعت في عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.
تركيا تنوي إجلاء مواطنيها
من جهتها، أعلنت السفارة التركية لدى الخرطوم، أنها ستجلي غداً الأحد مواطنيها الراغبين في مغادرة السودان، على خلفية الاشتباكات العسكرية بالبلاد. وقالت السفارة في بيان السبت، إنها ستجلي مواطنيها الأحد براً إلى بلد ثالث؛ تمهيداً لإعادتهم إلى تركيا.
كما دعت مواطنيها لاتخاذ بعض التحضيرات بما يتناسب مع الرحلة التي من المتوقع أن تستمر حوالي 22 إلى 24 ساعة، مثل الملابس والأحذية المريحة، وحيازة حقائب لا يتجاوز وزنها 8 كلغ بما في ذلك الماء والطعام، فضلاً عن اصطحاب جوازات السفر والهويات. وحددت السفارة نقاط تجمع في العاصمة مع مواعيد الانطلاق، مطالبة المواطنين بالتواجد في المكان والزمان المحددين.
كما دعت مواطنيها لمتابعة حسابات السفارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومجموعات تطبيق "واتس آب" عن كثب.
اليمن يشكل لجنة طوارئ
في حين أعلنت الحكومة اليمنية، السبت، تشكيل لجنة طوارئ لحصر رعاياها في السودان الذي يشهد حرباً منذ منتصف أبريل/نيسان 2023. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية للأناضول، إن الحكومة "شكلت لجنة طوارئ من وزارة الخارجية والسفارة بالتنسيق مع قيادة الجالية واتحاد الطلاب في السودان، لحصر اليمنيين المتواجدين هناك".
أضاف، مفضلاً عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن اللجنة "باشرت عملها وتقوم بالمتابعة على مدار الساعة، وأطلقت استمارة إلكترونية لحصر الحالات المتضررة وتسهيل عملية نقلهم إلى أماكن أكثر أماناً".
أوضح المصدر أنه "تم نقل عدد من الطلاب والأسر إلى مناطق أكثر أماناً في ولايتي الجزيرة (وسط)، وبورتسودان (شرق)، فيما العمل جارٍ لمعرفة من يحتاج إلى مساعدة".
لبنان يتجهز لإجلاء مواطنيه
من جهته أعلن لبنان، السبت، بدء "اتصالات دبلوماسية" لترتيب عملية إجلاء رعاياه من السودان البالغ عددهم نحو 250 شخصاً. وقالت وزارة الخارجية في بيان، إنها تتابع "اتصالاتها الدبلوماسية لترتيب عملية الإجلاء بالتنسيق والتعاون مع أبناء الجالية اللبنانية والهيئة العليا للإغاثة (حكومية لبنانية)"، دون مزيد تفاصيل.
بحسب الخارجية، فإن هذه الخطوة جاءت "بناء على التنسيق والتشاور المستمر بين رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب". ولفتت إلى أنها ستعلن تباعاً "الخطوات العملاتية المتخذة لبدء عملية إجلاء الرعايا اللبنانيين".
كما شكرت "كل الدول الصديقة التي تساعد أو أبدت رغبتها بمساعدة اللبنانيين المغادرين ولإتمام هذه العملية، لا سيما السعودية والإمارات والأردن والسودان ومصر"، بحسب البيان ذاته.
كانت الخارجية اللبنانية أعلنت الجمعة، في بيان، أن "خطوط الاتصال والتعاون مفتوحة مع الدول لكي يتم إجلاء اللبنانيين في حال تقرر اعتماد خطط إجلاء للرعايا الأجانب". ووفقاً لتقارير محلية، يبلغ عدد الجالية اللبنانية في السودان حوالي 250 شخصاً.