قالت قوات "الدعم السريع"، شبه العسكرية في السودان، إنها وافقت على هدنة إنسانية لمدة 72 ساعة، تبدأ في السادسة صباح الجمعة 21 أبريل/نيسان 2023، بالتوقيت المحلي، ما يُفسح المجال لتهدئة محتملة لقتال مستمر منذ ستة أيام مع الجيش السوداني الذي لم يُصدر تعليقاً فورياً حول ذلك.
وأضافت قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" في بيان أن "الهدنة تأتي تزامناً مع عيد الفطر المبارك ولفتح ممرات إنسانية لإجلاء المواطنين وإتاحة الفرصة لهم لمعايدة ذويهم".
وتابعت أنها أُجبرت على الدفاع عن النفس للتصدي إلى ما وصفته بأنه "انقلاب قيادة القوات المسلحة"، وذكرت أنها ملتزمة "خلال فترة الهدنة المعلنة بالوقف الكامل لإطلاق النار".
من جانب لآخر، لم يصدر الجيش السوداني تعليقاً فورياً.
وقُتل أكثر من 330 شخصاً حتى الآن في الصراع العنيف على السلطة الذي اندلع مطلع الأسبوع بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي، واللذين كانا حليفين في مجلس السيادة الحاكم في السودان.
ووقعت أعنف اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وحولها وفي دارفور، الإقليم الذي لا يزال يعاني بعد صراع طويل انتهى قبل ثلاثة أعوام.
دعوات محلية ودولية
كانت جهات محلية ودولية قدمت مقترحاً بوقف إطلاق نار يمتد طيلة أيام عيد الفطر والتي بدأت اليوم الجمعة وتنتهي بعد غد الأحد، على الرغم من فشل هدنتين سابقتين كان من المفترض أن تمتد كل واحدة منهما 24 ساعة قبل أن تفسدها اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع.
ومساء الخميس، ذكر تحالف القوى المدنية المعروفة بقوى الحرية والتغيير على موقع فيسبوك، أنه قدم اقتراحاً بهدنة لمدة ثلاثة أيام لطرفي الصراع، مضيفاً أنهما رحّبا بالاقتراح.
وذكر التحالف في بيان: "نرحب بالموقف الإيجابي لقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع وسنواصل الجهود أملاً في إسكات صوت البنادق وترجيح الخيارات السلمية"، مضيفاً أنه سيواصل العمل على بقية التفاصيل.
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس 20 أبريل/نيسان، أطراف النزاع في السودان إلى وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام على الأقل بمناسبة عيد الفطر.
وقال غوتيريش، في مؤتمر صحفي، إن "هناك إجماعاً قوياً على إدانة القتال الدائر في السودان والدعوة إلى وقف الأعمال العدائية"، مضيفاً: "كأولوية فورية، أناشد الجهات المتحاربة في السودان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام على الأقل بمناسبة عيد الفطر، للسماح للمدنيين المحاصرين في مناطق النزاع بالفرار والتماس العلاج الطبي والغذاء والإمدادات الأساسية الأخرى".
وأوضح أن "جميع أطراف النزاع مسلمون، ونعيش مناسبة إسلامية مهمة للغاية، وأعتقد أن هذه هي اللحظة المناسبة لتطبيق وقف إطلاق النار".
فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية وقف إطلاق النار في الوقت الحاضر، معرباً عن "القلق العميق إزاء الخسائر الفادحة في صفوف المدنيين والوضع الإنساني المروع".
وأشار إلى أن "المستودعات والمركبات والأصول الإنسانية الأخرى تعرضت للهجوم والنهب والاستيلاء"، واصفاً ما يجري في السودان بأنه "أمر شائن تماماً".