أعلن الجيش السوداني، الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2023، عن موافقته على هدنة لمدة 24 ساعة، تبدأ من السادسة مساءً بالتوقيت المحلي، كما أعلنت قوات "الدعم السريع" عن موافقتها على الهدنة أيضاً، في حين أعلن الجيش التشادي نزع أسلحة فرقة سودانية مسلحة دخلت الأراضي التشادية.
هذه الهدنة هي الثانية التي يشهدها السودان منذ بدء المواجهات العنيفة بين الجيش من جهة، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي خلفت خسائر بشرية ومادية.
الجيش السوداني قال في بيانه حول الهدنة الجديدة، إن الهدنة تأتي بغرض "تيسير النواحي الإنسانية على أن يلتزم الطرف الآخر بتحديدات الهدنة".
جاءت موافقة الجيش على الهدنة بعد ساعات من إعلان قوات "الدعم السريع" بالسودان موافقتها على هدنة جديدة لمدة 24 ساعة، معربة عن أملها في أن "يلتزم الجيش بها".
في موازاة ذلك، قال وزير الدفاع التشادي، داود يايا إبراهيم، الأربعاء 19 أبريل/نيسان 2023، إن الجيش التشادي أوقف فرقة سودانية تضم 320 جندياً دخلت الأراضي التشادية يوم الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023.
وزير الدفاع التشادي داود يايا إبراهيم، قال خلال مؤتمر صحفي، إن العسكريين السودانيين "دخلوا أراضينا. لقد تم نزع سلاحهم جميعا، وإيواؤهم"، بحسب ما نقلت شبكة "يورو نيوز" الأوروبية.
أضاف أن "من سلّموا أنفسهم لقواتنا هم 320 عنصرا من القوات المسلحة السودانية، من درك وشرطة وجيش. لقد فرّوا خشية أن يُقتلوا على أيدي قوات الدعم السريع".
ولليوم الخامس على التوالي، يشهد السودان اشتباكات بين الجانبين في الخرطوم ومدن أخرى، كما طالت العديد من المرافق الرئيسية والصحية ومن ضمنها المطارات والمستشفيات.
الجيش السوداني ذكر، اليوم الأربعاء، أن مقر قيادته بالعاصمة الخرطوم والقصر الرئاسي تعرضا لهجوم من قوات "الدعم السريع"، وقال الجيش في بيان: "هاجمت عناصر من الميليشيا المتمردة اليوم عدداً من المواقع بمحيط القيادة، وقد تم التصدي للهجوم ودحره وتكبيد العدو خسائر (…)".
أضاف الجيش أن قوات "الدعم السريع" هاجمت أيضاً قوات الحرس الجمهوري، وأوضح أن الجيش تصدى لها.
إدانة للاقتتال في السودان
يأتي استمرار القتال في السودان، فيما أدانت البعثات الدبلوماسية الغربية بالبلاد مواصلة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، قائلة إن "أفعال القادة العسكريين السودانيين عرضت عدداً لا يحصى من الناس للخطر".
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عن سفارات الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وهولندا، والنرويج، وبولندا، وكوريا الجنوبية، وإسبانيا، وسويسرا، والسويد، علاوة على وفد الاتحاد الأوروبي.
كشف البيان عن مقتل أكثر من 270 مدنياً في المعارك الدائرة، منذ السبت 15 أبريل/نيسان 2023.
وحذّرت السفارات في بيانها، من أن هذا الرقم "ما هو إلا حصيلة مؤقتة"، مؤكدةً ضرورة "أن يتوقف طرفا القتال عن الأعمال العدائية فوراً ودون شرط"، وأشارت إلى أن الهجمات "تخللتها عمليات استهداف للمدنيين والدبلوماسيين، والعاملين في المجال الإنساني".
كذلك حمل البيان دعوة البعثات الدبلوماسية الأطراف المتصارعة إلى "وقف إطلاق النار، والالتزام بالتعهدات التي يفرضها القانون الدولي لحماية المدنيين والدبلوماسيين، والجهات الإنسانية".
يُذكر أنه في عام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة بإقليم دارفور، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن، قبل أن يصفها الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات.