تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يظهر مجموعة من المواطنين السودانيين على مائدة إفطار رمضاني قبيل أذان المغرب، على وقع أصوات الرصاص، خلال اشتباكات عنيفة رغم هدنة هشة، مساء الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023.
ويظهر في الفيديو عدد من المدنيين وسط الشارع على مائدة مفتوحة، جالسين بانتظار أذان المغرب لتناول الإفطار، في حين تُسمع أصوات إطلاق النار بشكل كثيف.
والثلاثاء، أفسد إطلاق نار كثيف الهدنة الهشة التي كان من المفترض لها أن تستمر 24 ساعة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها حليفه السابق الذي بات ألدَّ أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وبدأت الهدنة مساء الثلاثاء عند الساعة السادسة بالتوقيت المحلي، تحت وطأة ضغوط أمريكية على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، لوقف القتال الذي تسبب في أزمة إنسانية.
في حين حمّل الجيش السوداني مسؤولية خرق الهدنة لقوات الدعم السريع "المتمردة"، مشيراً إلى أن قوات الفرقة الخامسة بالجيش "تصدت لمحاولة اقتحام فاشلة غرب الأبيض، وكبّدت الميليشيا المتمردة خسائر فادحة".
والأربعاء 19 أبريل/نيسان تجددت اشتباكات عنيفة في السودان بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، رغم الهدنة التي اتفق عليها الطرفان، فيما قالت نقابة الأطباء في السودان إن 30 مدنياً قُتلوا وأصيب 245 في اشتباكات أمس، رغم الإعلان عن هدنة.
فيما قال مراسل إذاعة مونت كارلو الدولية إن المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "تركزت في مدينة أم درمان، حيث نفّذ سلاح الطيران عدة هجمات ردّت عليها المضادات الأرضية، وتدور اشتباكات عنيفة جداً في محيط القصر الرئاسي، وقصف متبادل حتى محيط قيادة الجيش".
وبالتزامن أعلنت نقابة الأطباء السودانية خروج 39 مستشفى عن الخدمة في الخرطوم والولايات التي تشهد اشتباكات، فيما قالت وزارة الصحة السودانية إن المرافق الصحية في الخرطوم تواجه انهياراً كاملاً.
وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل 4 أيام، خطة مدعومة دولية للانتقال نحو حكم مدني بعد 4 أعوام على الإطاحة بنظام الحكم الاستبدادي لعمر البشير، في أعقاب احتجاجات شعبية، وبعد عامين على انقلاب عسكري.