علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الاشتباكات المسلحة الجارية في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، معلناً استعداد أنقرة تقديم كل سبل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان، كما تناول قضية اعتقال رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، مشيراً إلى أنه سيتواصل مع السلطات في تونس.
تصريحات أردوغان جاءت خلال لقاء تلفزيوني مع قناة "تي آر تي" الرسمية، الثلاثاء 18 أبريل/نيسان 2023، أكد فيها أنه بصدد التواصل مع السلطات في السودان وتونس لنقل وجهات النظر التركية.
دعوة للسلام في السودان
على صعيد السودان، قال الرئيس التركي إن تركيا تتابع "بقلق" تطورات الأوضاع في السودان و"تباحثت اليوم مع شقيقي رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، وسأجري مباحثات مع الجانبين في الخرطوم"، مضيفاً أن تركيا مستعدة لتوفير "كل وسائل الدعم من أجل استقرار وسلام السودان".
كما حث الشعب السوداني على الاستمرار في بناء مستقبل البلاد معاً من خلال تنحية الخلافات.
يأتي ذلك بينما أفسد إطلاق نار كثيف الهدنة الهشة التي كان من المفترض لها أن تستمر 24 ساعة بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" التي يقودها حليفه السابق الذي بات ألدَّ أعدائه، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
والثلاثاء، أعلن الجيش السوداني أن قائدي طرفي الصراع في السودان اتفقا على وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة، وذلك في أعقاب نداءات وجَّهها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إليهما بشأن المعارك المحتدمة في الخرطوم، والتي شهدت حادثة إطلاق نار على موكب دبلوماسي أمريكي.
وعرقل الصراع، الذي اندلع بين قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع قبل أربعة أيام، خطة مدعومة دولية للانتقال نحو حكم مدني بعد أربعة أعوام من الإطاحة بنظام الحكم الاستبدادي لعمر البشير في أعقاب احتجاجات شعبية وبعد عامين على انقلاب عسكري.
اعتقال الغنوشي
على الصعيد التونسي، أعلن أردوغان أنه سيتحدث مع السلطات التونسية لنقل مخاوفه حيال توقيف رئيس حزب "النهضة" راشد الغنوشي.
أضاف: "الإدارة الحالية في تونس أوقفت أخي الغنوشي. لم نتمكن بعد من التواصل مع السلطات في تونس عبر الهاتف، لكننا سنواصل محاولة الوصول إليهم. وفي حال تمكنا من الحديث معهم، سنخبرهم بأننا لا نرى هذا (توقيف الغنوشي) مناسباً".
ومساء الإثنين 17 أبريل/نيسان، داهمت قوات الأمن التونسي الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، منزل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي بالعاصمة تونس، واقتادته إلى جهة غير معلومة، قبل أن يصدر النائب العام أمراً بحبسه، على خلفية تصريحات له وُصفت بـ"التحريضية".
نقل الغنوشي للمستشفى
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال رئيس "جبهة الخلاص الوطني" في تونس، أحمد نجيب الشابي، إنه تم نقل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي إلى المستشفى بسبب تدهور وضعه الصحي، بعد أقل من يوم من اعتقاله والتحقيق معه.
إذاعة "موزاييك إف إم" المحلية نقلت عن الشابي قوله إن "راشد الغنوشي يجد نفسه معتقلاً بسبب إبداء رأي، وتدهورت حالته الصحية وقد تم نقله إلى المستشفى". وأضاف: "الأمر غير معقول؛ نظراً لسنه ومركزه؛ فهو رئيس لبرلمان منتخب، وهو رئيس أكبر حزب في تونس، حبّ من أحبّ وكره من كره".
كما داهمت قوات الأمن الثلاثاء، مقر حركة النهضة بالعاصمة عقب مؤتمر صحفي عقده الحزب بعد ساعات قليلة من اعتقال رئيسه راشد الغنوشي، قبل أن تقرر غلق المقر ومنع الاجتماعات فيه.
بينما أوقفت السلطات فجر الثلاثاء القياديين بحركة النهضة محمد القوماني وبلقاسم حسن، عقب المؤتمر الصحفي الذي نظمه الحزب على خلفية اعتقال الغنوشي. وكان القوماني وحسن من ضمن المشاركين في جلسة النقاش التي عقدتها جبهة الخلاص الوطني.
وخلال اجتماع بمقر جبهة الخلاص الأحد 16 أبريل/نيسان، قال الغنوشي إن هناك "إعاقة فكرية وأيديولوجية في تونس، تؤسس في الحقيقة لحرب أهلية.. لأن تصور تونس دون هذا الطرف أو ذاك.. تونس دون نهضة.. تونس دون إسلام سياسي.. تونس دون يسار.. تونس دون أي مكون من المكونات، هو مشروع حرب أهلية".
أضاف راشد الغنوشي أن "هذا إجرام في الحقيقة، ولذلك (فإن) الذين استقبلوا هذا الانقلاب باحتفال لا يمكن أن يكونوا ديمقراطيين، بل هم استئصاليون، بل هم إرهابيون، بل هم دعاة لحرب أهلية"، بحسب قوله.