وجّه وزراء خارجية دول مجموعة السبع، الثلاثاء 18 أبريل/ نيسان 2023 تحذيراً شديداً إلى الدول التي تساعد روسيا في حربها بأوكرانيا، مؤكدين أنها ستدفع "أثماناً باهظة"، كما وقفت دول المجموعة صفاً واحداً في مواجهة الصين، منددة بـ"أنشطتها العسكرية" البحرية.
تضم مجموعة السبع "كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة". لم يعلن المجتمعون عن أي إجراءات جديدة ضد موسكو، لكنهم تعهدوا بمواصلة "تشديد" العقوبات بحقها، ومضاعفة الجهود لمنع دولة ثالثة من الالتفاف عليها، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
البيان الختامي للاجتماع ندد كذلك بـ"الخطاب النووي غير المسؤول" الروسي، وبتهديد موسكو بنشر أسلحة نووية في بيلاروس، معتبراً ذلك "غير مقبول".
على صعيد آخر، وجّه وزراء مجموعة السبع تحذيراً إلى بكين حول طموحاتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي، مؤكدين تمسكهم بموقفهم بشأن تايوان، بعد الجدل الذي أثارته تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً بهذا الصدد.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أثار خلال زيارته للصين في مطلع أبريل/نيسان 2023 موجة من الارتباك في الولايات المتحدة وأوروبا عندما صرح لوسائل إعلام بأنه على الاتحاد الأوروبي ألا ينخرط في "أزمات ليست أزماته" وألّا يكون "تابعاً" لواشنطن أو بكين في ما يتعلق بمسألة تايوان.
لكن وزراء الخارجية أكدوا أنه "لا تغيير في المواقف الأساسية لأعضاء مجموعة السبع بشأن تايوان، بما في ذلك السياسات المعلنة لصين واحدة"، معتبرين أن الحفاظ على السلام والاستقرار في مضيق تايوان أمر "لا بد منه".
كذلك سعى وزراء الخارجية؛ بينهم الفرنسية كاترين كولونا، خلال المحادثات التي استمرت يومين في اليابان للتقليل من شأن الخلافات في وجهات النظر وتبنوا في بيانهم المشترك نبرة حازمة حيال بكين.
أعرب البيان كذلك عن "مخاوف" الدول السبع بشأن "توسيع الصين ترسانتها النووية بصورة متواصلة ومتسارعة"، داعين بكين إلى العمل من أجل إحلال "الاستقرار من خلال المزيد من الشفافية" حول أسلحتها النووية.
وتعهد البيان، دون ذكر الصين، بتعزيز التعاون بوجه "الإكراه الاقتصادي" القاضي بفرض قيود على التجارة أو على الاستثمارات الخارجية لأهداف سياسية، وإن كان الوزراء لم يذكروا الصين في تحذيرهم من دعم روسيا في حربها على أوكرانيا، إلا أن ذلك جاء بعد تحذيرات متكررة وجهها المسؤولون الغربيون إلى بكين من إمداد روسيا بالأسلحة.
على الرغم من هيمنة الحرب الروسية على أوكرانيا، وملف الصين، على مباحثات مجموعة السبع، إلا أن الوزراء تطرقوا أيضاً إلى العديد من المسائل الأخرى والأزمات السياسية في العالم.
حضَّ الوزراء طرفي النزاع في السودان على "وقف الأعمال العدائية فوراً" والعودة إلى طاولة المفاوضات بعد اشتباكات أودت بحياة نحو 200 شخص، كما طالبوا كوريا الشمالية بـ"الامتناع" عن إجراء مزيد من التجارب النووية وإطلاق الصواريخ البالستية، محذرين من رد "قوي".
طالبوا أيضاً برفع الحظر "غير المقبول" على عمل النساء في أفغانستان لحساب منظمات غير حكومية والأمم المتحدة معتبرين أنه "غير مقبول".
ومع ترقب انعقاد قمة مجموعة السبع في مايو/أيار المقبل في هيروشيما التي ألقت عليها الولايات المتحدة قنبلة ذرية عام 1945، خصّص بيان وزراء الخارجية حيزاً كبيراً لالتزام المجموعة بـ"تعزيز جهود نزع السلاح وعدم انتشار السلاح" النووي من أجل "عالم أكثر أماناً واستقراراً".