قررت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) إرسال رؤساء كينيا ويليام روتو، وجنوب السودان سيلفا كير، وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، إلى السودان للتوفيق بين جماعات الصراع في البلاد المستمر منذ السبت الماضي، في حين دعت أمريكا وبريطانيا بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان إلى "وقف فوري" للاقتتال في السودان والعودة للمحادثات.
الرئاسة الكينية قالت عبر تويتر، إن "إيقاد" قررت إرسال الرؤساء، روتو وكير وجيلي في أقرب وقت ممكن للتوفيق بين الجماعات المتصارعة" في السودان، مضيفة أن "الاستقرار في السودان ضروري للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة".
ولليوم الثالث على التوالي، تشهد مدن سودانية بما فيها العاصمة الخرطوم، اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".
دعوة لوقف القتال
في غضون ذلك، دعا وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني بعد اجتماع على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان، الإثنين 17 أبريل/نيسان 2023، إلى "وقف فوري" للعنف في السودان، حيث تسبب اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مقتل 97 من المدنيين.
إذ قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد اجتماع مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، إن هناك اتفاقاً على الحاجة إلى "وقف فوري لإطلاق النار والعودة إلى المحادثات".
كما أشار بلينكن إلى أن هناك قلقاً عميقاً مشتركاً لدى الحلفاء حيال القتال في السودان، ووجهة نظر مشتركة بأن القتال يجب أن يتوقف على الفور، وأن يعود الطرفان إلى المحادثات، مضيفاً: "شعب السودان يريد عودة الجيش لثكناته.. يريد الديمقراطية".
وزير الخارجية الأمريكية قال إن المحادثات كانت واعدة فيما يتعلق بوضع السودان على مسار الانتقال الكامل نحو حكومة مدنية.
ومن جهته، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي: ندعو الجنرالات المنخرطين في القتال إلى "جعل السلام أولا".
ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات
وفي وقت سابق، الإثنين، قالت نقابة الأطباء في بيان، إن 97 مدنياً على الأقل قتلوا، وأصيب مئات آخرون منذ اندلاع الاشتباكات في السودان.
وجاء في بيان للنقابة أن "ما لا يقل عن 97 شخصاً قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات في البلاد، السبت"، موضحاً أن الحصيلة لا تشمل كل القتلى، إذ إن الكثيرين منهم لم ينقلوا إلى المستشفيات بسبب صعوبات التنقل.
وتبادل الجيش و"الدعم السريع" اتهامات ببدء كل منهما هجوماً على مقارّ تابعة للآخر، بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلاً منهما.
فيما وصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة"، في خلاف بدأ بتحريك الأخيرة لقواتها نحو عدة مدن دون إذن من قيادة المؤسسة العسكرية.
وتوّجت الاشتباكات شهوراً من التوترات المتصاعدة بين الجيش وشريكه "قوات الدعم السريع"، الذي تحول إلى خصم نتيجة الخلافات حول عملية دمج قوات الدعم بالجيش.