أعلن الجيش السوداني، مساء الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، السيطرة على مطار مروي شمال الخرطوم وقيادة قطاع كردفان جنوبها، فيما أكدت مصادر صحفية غرق العاصمة بالظلام بعد انقطاع التيار الكهربائي، والتي تشهد لليوم الثاني اشتباكات مسلحة متواصلة بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، رغم المحاولات الدولية للتدخل.
وقال شهود إن الجيش السوداني أصبح له اليد العليا على ما يبدو الأحد، في صراع دموي على السلطة مع قوات الدعم السريع، بعد أن استهدف الجيش قواعدها بضربات جوية، فيما لقي العشرات بينهم مدنيون حتفهم وأصيب المئات وسط غياب المصادر المستقلة.
الجيش في بيان قال إن "الموقف العام مستقر جداً، بعد أن جرت اشتباكات محدودة مع الدعم السريع حول محيط القيادة العامة، متحدثاً عن سيطرته على أسلحة ومعدات ومؤن من قطاعات مختلفة".
واندلعت اشتباكات السبت بين وحدات في الجيش موالية لرئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.
وهذه الاشتباكات هي الأولى منذ أن اشترك البرهان وحميدتي في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، بسبب خلاف حول دمج قوات الدعم السريع في الجيش، في إطار مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني.
استئناف القتال
وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن البرهان وحميدتي وافقا على وقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءاً من الرابعة مساء بالتوقيت المحلي للسماح بعمليات الإجلاء الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة، لكن الاتفاق تم تجاهله إلى حد كبير بعد فترة وجيزة من الهدوء النسبي.
ومع حلول الليل وبعد انتهاء سريان مفعول اتفاق وقف القتال، أفاد السكان بوقوع قصف مدفعي وضربات جوية في كافوري بالخرطوم بحري التي توجد بها قاعدة لقوات الدعم السريع.
وقال شهود لرويترز إن الجيش يستأنف الضربات الجوية على معسكرات قوات الدعم السريع في أم درمان وحي كافوري وفي شرق النيل؛ مما دفع مقاتلي قوات الدعم السريع إلى الفرار.
ودعت الولايات المتحدة والصين وروسيا ومصر والسعودية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي إلى إنهاء فوري للأعمال القتالية التي تهدد بتفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة تشهد توتراً بالفعل.
وفي وقت سابق من الأحد، قال شهود وسكان لرويترز إن الجيش شن ضربات جوية على ثكنات وقواعد تابعة لقوات الدعم السريع في ولاية الخرطوم، وتمكن من تدمير معظم منشآتها.
وأضافوا أن الجيش استعاد السيطرة على جزء كبير من القصر الرئاسي بالخرطوم من قوات الدعم السريع، بعد أن أعلن كل جانب السيطرة عليه إلى جانب منشآت مهمة أخرى في المدينة التي ما زالت تشهد اشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة النارية حتى اليوم الأحد.
وقال شهود إن أفراداً من قوات الدعم السريع ما زالوا داخل مطار الخرطوم الدولي الذي يحاصره الجيش ويحجم عن توجيه ضربات؛ تجنباً لوقوع أضرار جسيمة.
لكن شهوداً وسكاناً قالوا إن هناك مشكلة عويصة تتمثل في وجود الآلاف من عناصر قوات الدعم السريع المدججين بالسلاح داخل أحياء الخرطوم ومدن أخرى، مع عدم وجود سلطة قادرة على السيطرة عليهم.
وقالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم لرويترز: "نحن خائفون ولم نذُق طعم النوم منذ 24 ساعة بسبب الأصوات المدوية واهتزاز المنازل. نحن قلقون من نفاد الماء والغذاء والأدوية من أجل أبي؛ فهو مريض بالسكري".
وأضافت: "هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي".
ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن يؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق، في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي، ويمكن أيضاً أن يعرقل الجهود المبذولة للمضي نحو إجراء انتخابات.