قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته، الأحد 16 أبريل/نيسان 2023، إن الشرطة البريطانية تعمل على جمع البيانات الحساسة لطالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم ومشاركتها مع سلطات إنفاذ قوانين الهجرة؛ مما أثار مخاوف من إمكانية استخدامها ضدهم لترحيلهم.
في إطار عملية حكومية لمنع الاتجار بالأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم من فنادق وزارة الداخلية، يقابلهم ضباط الشرطة في ما يوصف بأنه "محادثة اجتماعية" لخلق "علاقة ثقة".
جمع بيانات الأطفال
لكن خلال المقابلة، وفقاً لوثائق حصلت عليها صحيفة The Observer ووحدة Liberty Investigates للصحافة الاستقصائية، تجمع الشرطة الصور وبصمات الأصابع، ويمكنها استخدام القوة لإبقاء الطفل في الحجز.
حتى الآن، جمع المخطط الحكومي، المعروف باسم "Operation Innerste -عملية إينيرست، المعلومات البيومترية لـ2400 طفل، وفقاً للبيانات الصادرة بموجب قواعد حرية المعلومات. ويمكن لوزارة الداخلية البريطانية تخزينها لمدة خمس سنوات على الأقل، ويمكن للموظفين الوصول إليها أثناء تحديد طلبات اللجوء. وليس هناك شرط لإجراء تسجيل فيديو للاستجواب الأولي، أو أن يكون شخص بالغ مناسب حاضراً؛ على الرغم من اشتراط حضور بالغ مناسب عند أخذ بصمات الطفل وتصويره.
يبدو أنَّ الشرطة تلقت تعليمات في وقت من الأوقات بجمع محتويات هواتف الأطفال المحمولة. وتنص قائمة التحقق التي تحمل علامة "Immigration Enforcement- إنفاذ قوانين الهجرة"، المنشورة على الموقع الإلكتروني لخدمات حماية الأطفال في ساسكس، على أنه "يجب تنزيل محتوى الأجهزة المحمولة وشرائح التعريف المشترك الذكية" ومشاركتها مع وحدة القيادة والتحكم في وزارة الداخلية.
خضوع أطفال لإنفاذ قوانين الهجرة
من غير المعروف ما إذا كان أي أطفال قد خضعوا لإنفاذ قوانين الهجرة، مثل الاحتجاز أو الإبعاد، نتيجة للمعلومات المُجمَّعة في إطار عملية إينريست. عندما طُلِب من وزارة الداخلية هذه البيانات، رفضت الكشف عنها، قائلة إنها ستحتاج إلى التحقق يدوياً من سجلات كل طفل على حدة.
من جانبه، قال بيني هانتر، العامل في مجال دعم الشباب والناشط في مجال حقوق طالبي اللجوء الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذي دعم طفلاً أثناء مقابلته في إطار عملية إينريست: "يُقصَد من عملية إينيرست أن تكون استجابة من وكالات متعددة لتحسين حماية الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم".
أضاف هانتر: "لكن هناك مخاوف مشروعة بشأن ما تنطوي عليه هذه الحماية، في الوقت الذي تلاحق فيه بعض قوات الشرطة حالات الدخول غير القانوني وتجمع وزارة الداخلية البيانات من هذه اللقاءات، بينما تسعى لتقويض الحق في طلب اللجوء".
منع طالبي اللجوء الأطفال من الاختفاء
بينما يقول النشطاء إنَّ هذه العملية يمكن أن تسبب ضرراً، لا توجد أدلة كافية تثبت أنَّ عملية إينيرست تحقق هدفها المعلن المتمثل في منع طالبي اللجوء الأطفال من الاختفاء.
بالسؤال عن دليل على فاعلية إينيرست، أجابت وزارة الداخلية بأنَّ الشرطة نجحت في العثور على 13 طفلاً من أصل 30 فُقِدوا بين أبريل/نيسان 2020 ونوفمبر/تشرين الثاني 2022. في حين ظل 17 في عداد المفقودين.
في حين قالت باتريشيا دور، الرئيسة التنفيذية لمنظمة حقوق الأطفال "Every Child Protected Against Trafficking- كل طفل محمي ضد الاتجار": "ينبغي على الحكومة أن تعطي الأولوية للرعاية المناسبة والإقامة والدعم للأطفال غير المصحوبين بذويهم، لا سيما لوقف إيواء الأطفال مباشرةً في الفنادق التي رأينا فيها مئات الأطفال يذهبون في عداد المفقودين".
أضافت: "أفضل طريقة لضمان حماية الأطفال [هي إحالتهم] فوراً إلى الرعاية الاجتماعية الخاصة بالأطفال للتأكد من وجود تقييم كامل لاحتياجاتهم والاعتناء بهم بأمان على أيدي الاختصاصيين الاجتماعيين المُدرّبين على فعل ذلك".