أعلنت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، السبت، 15 أبريل/نيسان 2023، عن مقتل 3 مدنيين جراء الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع" في مدينتي الخرطوم والأبيض، فيما تتوالى ردود الأفعال العربية والعالمية عن التصعيد بالسودان.
اللجنة ذكرت في بيانها أن مدنيين اثنين قُتلا في مطار الخرطوم الدولي، ومدنياً آخر قُتل في مدينة الأبيض، وأضافت أن 3 مواطنين أُصيبوا بالرصاص في مناطق "شرق النيل وجنوبي الخرطوم"، بالإضافة إلى إصابة 5 آخرين في مدينة الأبيض".
لفت البيان إلى أن هناك عشرات الإصابات يجري حصرها، بينها إصابات مستقرة، وقال أيضاً إن ضابطاً بالجيش السوداني قد أصيب بمدينة أم درمان غربي العاصمة.
يأتي هذا فيما شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، منذ وقت مبكر من اليوم السبت، 15 أبريل/نيسان 2023، اشتباكات مسلحة بين قوات من الجيش و"الدعم السريع".
ردود أفعال
أثار التصعيد في السودان ردود فعل عربية وعالمية، وأعربت مصر، عن "قلقها البالغ" من التطورات في السودان، وطالبت كل الأطراف السودانية، بـ"ضبط النفس"، وذلك بحسب ما ورد في بيان لوزارة الخارجية المصرية.
من جانبها، دعت أبوظبي "أطراف النزاع في السودان للتهدئة وضبط النفس وإنهاء الأزمة الحالية بالحوار"، وأضافت في بيان للسفارة الإماراتية بالخرطوم: "تدعو الإمارات كل أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار".
كذلك دعت قطر، إلى "وقف القتال فورا" بين الأطراف المتنازعة في السودان، وحل الخلافات بالحوار، بحسب ما ذكره بيان لوزارة الخارجية القطرية على خلفية اندلاع الاشتباكات.
بدورها، دعت السعودية، المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان لـ"الحكمة وضبط النفس"، وأعربت الخارجية السعودية في بيان، عن "القلق البالغ جراء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان".
من جهته، أعرب الأردن عن قلقه البالغ إزاء المواجهات في السودان، ودعا كل الأطراف لضبط النفس ووقف القتال "فوراً".
على الصعيد الدولي، دعت الولايات المتحدة الأمريكية، كبار القادة العسكريين في السودان إلى "وقف القتال على وجه السرعة"، بحسب ما قاله السفير الأمريكي لدى الخرطوم، جون جودفري، وأضاف جودفري أن تصعيد التوتر داخل القوات العسكرية السودانية إلى القتال المباشر "أمر خطير للغاية".
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الوضع في السودان أصبح "هشاً" لكن ما زالت هناك فرصة لإحراز تقدم.
في موازاة ذلك، قالت بريطانيا، إننا "نراقب عن كثب الوضع في الخرطوم وأماكن أخرى في السودان حيث تستمر الاشتباكات العسكرية"، كما دعت السفارة البريطانية في السودان، في تغريدة عبر تويتر، رعاياها إلى البقاء في منازلهم، واتباع توصيات السفر الخاصة بها".
من جانبها، قالت روسيا إنها تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في السودان، ودعت إلى وقف إطلاق النار على الفور، ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إجراء مفاوضات.
يأتي هذا التوتر الكبير في السودان بعد يومين على تحذير الجيش من أن البلاد تمر بـ"منعطف خطير" بعد انتشار قوات الدعم السريع المسلحة في الخرطوم والمدن الرئيسية، فيما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها.
الجيش قال في بيانه الخميس الماضي، إنه "يقع على عاتق القوات المسلحة دستوراً وقانوناً، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة"، مضيفاً أن "القوانين نظمت كيفية تقديم هذا العون، وبناءً على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بحشد القوات داخل العاصمة وبعض المدن".
وتشكلت قوات الدعم السريع في 2013 وانبثقت عن ميليشيا "الجنجويد" التي اعتمد عليها عمر البشير الذي أطيح إثر انتفاضة شعبية في 2019، في قمع تمرد إقليم دارفور.
يُذكر أن البلاد تتخبط حالياً في انسداد سياسي بسبب الخلاف بين الحاكم الفعلي للبلاد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائب قائد قوات الدعم السريع دقلو.