وزراء خارجية السعودية والإمارات وأمريكا يناقشون أزمة السودان بمكالمة هاتفية.. ومطالب بفتح مسار آمن للجرحى

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/15 الساعة 18:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/15 الساعة 20:01 بتوقيت غرينتش
صورة من المواجهات في الخرطوم - الأناضول

أجرى وزراء خارجية السعودية والإمارات والولايات المتحدة مكالمة هاتفية مساء السبت 15 أبريل/نيسان 2023، لمناقشة الوضع الراهن في السودان، فيما تواصلت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وأنحاء متفرقة من البلاد. 

بحسب وكالة الأنباء السعودية، فإن وزراء الخارجية الثلاثة دعوا لوقف التصعيد العسكري والعودة لاتفاق سياسي إطاري بين القوى السياسية المدنية والجيش في السودان.

في السياق، دعا وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي كذلك القيادة السودانية لكبح جماح قواتها، ووقف التصعيد بعد اشتباك قوات الدعم السريع مع الجيش، في محاولة للانقلاب على ما يبدو.

وقال كليفرلي عبر منصة تويتر: "العنف الدائر في أنحاء السودان يجب أن يتوقف فوراً.. المملكة المتحدة تدعو القيادة السودانية لبذل قصارى جهدها لكبح جماح قواتها ووقف التصعيد لمنع سفك المزيد من الدماء".

من جانبها، أغلقت حكومة تشاد حدودها مع السودان ودعت إلى الهدوء.

وقالت الحكومة في بيان: "تناشد تشاد المجتمع الإقليمي والدولي وكذلك جميع الدول الصديقة منح الأولوية لعودة السلام".

وأضافت أن حدودها مع السودان التي يبلغ طولها 1403 كيلومترات ستظل مغلقة حتى إشعار آخر.

مناشدة لفتح مسار للجرحى

وتواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وأنحاء متفرقة من البلاد، فيما دعت لجنة الأطباء المركزية إلى وقف إطلاق النار وفتح مسار آمن للجرحى.

وأفاد مراسل الأناضول أن الاشتباكات ما زالت مستمرة بعدة مناطق في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن البلاد.

وذكر أن الاشتباكات تركزت في مناطق وسط وجنوبي الخرطوم ومدينة أم درمان غربي العاصمة، حيث تتعالى أصوات الأسلحة الخفيفة والثقيلة وانتشار سحب الدخان جراء القتال بين الجيش و"الدعم السريع".

من جانبها، قالت لجنة "أطباء السودان" في بيان، إن هناك "عدداً كبيراً (لم تحدده) من القتلى والجرحى المدنيين جراء الاشتباكات، ونناشد وقف إطلاق النار فوراً وفتح مسار آمن للمصابين".

وأثرت خلافات الجيش و"الدعم السريع" على توقيع الاتفاق النهائي للعملية السياسية في السودان، الذي كان مقرراً في 5 أبريل/نيسان الجاري، قبل إرجائه إلى "أجل غير مسمى".

ووصف الجيش السوداني قوات الدعم السريع بـ"المتمردة"، متهماً إياها بـ"نشر الأكاذيب باعتداء قواتنا عليها؛ للتغطية على سلوكها المتمرد".

وانطلقت في 8 يناير/كانون الثاني 2023، عملية سياسية بين الموقعين على "الاتفاق الإطاري" في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهم مجلس السيادة العسكري الحاكم وقوى مدنية أبرزها "الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، بهدف التوصل إلى اتفاق لحل الأزمة السياسية.

وتهدف العملية لمعالجة أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ. 

قلق دولي 

وأعربت تركيا وواشنطن ودول عربية وإفريقية، عن القلق من تطورات الأوضاع في السودان، داعية إلى التهدئة ووقف القتال واللجوء إلى الحوار.

جاء ذلك في بيانات منفصلة رسمية صادرة من عدد من الدول، عقب اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم شبه العسكرية في العاصمة الخرطوم وسط تبادل الطرفين الاتهامات ببدء أحدهما مهاجمة مقار تابعة للطرف الآخر.

حيث أعربت تركيا في بيان للخارجية عن "القلق من الاشتباكات المسلحة التي وقعت في السودان"، داعية جميع الفرقاء إلى "التمسك بمكتسبات العملية الانتقالية وإلى الهدوء والحوار".

وأكدت أنه "لا يمكن إيجاد حل دائم لمشاكل السودان إلا من خلال وفاق وطني"، مشددة على أنها "ستواصل الوقوف إلى جانب دولة السودان الشقيقة والصديقة وشعبها، كما فعلت حتى اليوم".

فيما قال السفير الأمريكي لدى الخرطوم جون جودفري عبر تويتر: "إننا ندعو كبار القادة العسكريين في السودان إلى وقف القتال على وجه السرعة"، واصفاً الأمر الحالي بـ"الخطير للغاية".

وأضاف جودفري أن "تصعيد التوتر داخل القوات العسكرية السودانية إلى القتال المباشر أمر خطير للغاية".

كما أعربت السفارة الروسية لدى السودان عن "القلق من تصاعد العنف في البلاد"، داعية طرفي النزاع إلى "وقف سريع لإطلاق النار وإجراء مفاوضات من أجل استقرار الأوضاع".

مطالب عربية بضبط النفس

من جانبها، دعت السعودية في بيان للخارجية المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان لـ"الحكمة وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق ومن ذلك الاتفاق الإطاري".

وأعربت قطر، في بيان للخارجية عن "القلق البالغ من تطورات الأوضاع في السودان"، داعية "الأطراف كافة إلى وقف القتال فوراً وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وانتهاج الحوار".

كما دعت الإمارات، في بيان لسفارتها بالخرطوم، "كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار".

وأعربت مصر جارة السودان في بيان للخارجية، عن "القلق البالغ" من التطورات في السودان، مطالبة كافة الأطراف بـ"ضبط النفس".

كما أعرب الأردن، في بيان للخارجية، عن "القلق البالغ إزاء التطورات بالسودان"، داعياً "كافة الأطراف في السودان إلى ضبط النفس ووقف القتال فوراً، والعودة إلى الحوار والتهدئة، والالتزام بالاتفاق الإطاري السياسي".

وعبرت تونس في بيان للخارجية، عن "القلق البالغ لما آلت إليه الأوضاع الأمنية بالسودان"، داعية إلى "خفض التصعيد وضبط أعلى درجات النفس وتحكيم صوت العقل وانتهاج الحوار سبيلاً لنزع فتيل الأزمة".

بدورها، أكدت الجزائر في بيان للرئاسة أنها تتابع "ببالغ القلق" تطورات الأوضاع في السودان، داعية جميع أطراف الأزمة إلى وقف الاقتتال وتغليب لغة الحوار لتجاوز الخلافات.

من جانبها، أعربت سلطنة عمان، في بيان للخارجية عن "القلق البالغ إثر تطورات الوضع في السودان"، داعية "كافة الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتغليب لغة الحوار بينها للتوصل إلى الوفاق السياسي المنشود".

كما أعربت الكويت في بيان للخارجية، عن "القلق البالغ جرّاء اندلاع تلك الاشتباكات"، داعية "كافة الأطراف المعنية إلى ضرورة الوقف الفوري للتصعيد والقتال وممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والحوار".

وفي إثيوبيا جارة السودان، دعا رئيس الوزراء آبي أحمد، الأطراف السودانية إلى الاحتكام لضبط النفس والتوقف عن القتال والعودة إلى مسار الحوار، معلناً استعداده للوساطة لحل النزاع "الخطير" بين الجيش وقوات الدعم السريع.

تحميل المزيد