سلطت وثائق أمريكية مسرّبة الضوءَ على تقارير استخباراتية شديدة السرية، تتناول الخطر المتزايد باندلاع صراعٍ أمريكي مع إيران، والمساعي الإسرائيلية الواضحة لإشراك الولايات المتحدة مباشرةً في عمليات تستهدف المصالح الإيرانية في الشرق الأوسط، بحسب موقع The Intercept الأمريكي، الجمعة، 14 أبريل/نيسان 2023.
الوثائق كشفت كذلك عن حساسية الوضع الجيوسياسي للتوترات بين روسيا وإسرائيل، والاحتمالات المتزايدة بتصاعُدها في سياق التطورات الجارية بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا.
سيناريوهات "محتمَلة"
جاءت الوثائق بتاريخ 28 فبراير/شباط، وحملت تصنيف "سري للغاية"، وقد أعدتها وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، وهي توضح بالتفصيل 4 سيناريوهات، تصفها بأنها محتمَلة ويمكن بموجبها لإسرائيل أن تقدم مساعدات ذات فاعلية فتاكة لأوكرانيا، وهو أمر سعت إليه واشنطن، ولكن إسرائيل رفضت ذلك حرصاً على علاقاتها مع روسيا.
وفي سياق الحديث عن أحد هذه السيناريوهات المحتمَلة، قالت الوثائق: "تواصل روسيا السماح بنقل أسلحة تقليدية إيرانية متقدمة إلى سوريا، وقد دفعَ ذلك إسرائيل إلى المطالبة بدعمٍ أمريكي موسع للتحركات الإسرائيلية المناهضة لإيران في مقابل أن تقدم إسرائيل مساعدات عسكرية فتاكة لأوكرانيا". (وقد زعمت إسرائيل أن إيران نقلت إلى الأراضي السورية معدات عسكرية يمكن استخدامها ضد القوات الإسرائيلية في صراعات مستقبلية).
توفر الوثيقة أيضاً "خلفية" لهذا السيناريو، إذ تشير إلى أن الظروف الحالية قد تمهد الطريق لحدوثه: "يحث القادة العسكريون الإسرائيليون الولايات المتحدة على المخاطرة بقدرٍ أكبر في مواجهة إيران، واقترحوا شنَّ عمليات مشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة".
ويأتي ذلك في أعقاب إجراء البلدين أكبر مناورات عسكرية مشتركة بينهما في التاريخ خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وقد قيل إن التدريبات تضمنت محاكاة لضربات جوية على مواقع نووية إيرانية.
ومن السيناريوهات الأخرى، التي أوردت الوثائق إمكان حدوثها، أن "تتكبد روسيا خسائر" من غارة إسرائيلية في سوريا، فتستهدف الطائرات الإسرائيلية مباشرةً بمساعدة من إيران. وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل "طلبت بوتيرة منتظمة" من الولايات المتحدة دعماً جوياً لتنفيذ ضربات ضد المصالح الإيرانية في سوريا.
وتورد الوثيقة نفسها قائمةً بالأسلحة التي يمكن لإسرائيل أن تنقلها إلى الأوكرانيين في مقابل ما تطلبه من الولايات المتحدة، منها صواريخ (أرض جو) إسرائيلية وأنظمة مضادة للدبابات.
وتشير الوثيقة إلى أن إسرائيل قد تنقل هذه المساعدات العسكرية "بتأثيرٍ من الضغط الأمريكي المتزايد عليها، أو حدوث تدهور بارز في العلاقات مع روسيا".
من جهة أخرى، رفض مجلس الأمن القومي الأمريكي اختصاص الوثائق التي تعرض بالتفصيل السيناريوهات الإسرائيلية بتعليقٍ معين.