ندد قادة كنائس القدس بالقرار الإسرائيلي "الجائر" فرض قيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بزيارة كنيسة القيامة، وذلك خلال احتفالات عيد الفصح المقررة في المدينة المحتلة نهاية الأسبوع الجاري.
إذ قالت الشرطة الإسرائيلية إن القيود الجديدة ستقلص أعداد المصلين بنسبة 80% من أجل الحفاظ على سلامتهم، لكن قادة الكنائس وصفوا القرار بأنه انتهاك لحقوق وحريات المجتمع المسيحي المحلي، وتعهّدوا بعدم الامتثال للقرار، بحسب ما نقله موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023.
حيث قالت بطريركية الروم الأرثوذكس، وحراسة الأراضي المقدسة، وبطريركية الأرمن في بيانٍ مشترك: "نؤكد بوضوح في بياناتنا المختلفة، أننا سنواصل الالتزام بالعرف القائم، وسيتم إقامة الطقوس كالمعتاد منذ ألفي عام، وندعو كل من يرغب في العبادة معنا للحضور".
وتعني القيود الجديدة أنه سيُسمح لـ1800 شخص فقط بدخول كنيسة القيامة، مع وجود 1200 شخص آخرين خارجها، بدلاً من السماح بوجود 10000 من المصلين كما هو معتاد في عيد الفصح.
ومن المقرر إقامة مراسم النار المقدسة السنوية داخل كنيسة القيامة يوم السبت 15 أبريل/نيسان، حيث تُعَدُّ أهم احتفالات عيد الفصح لدى الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية.
يأتي فرض القيود الإسرائيلية على المصلين في كنيسة القيامة بعد إلغائها تصاريح مئات الفلسطينيين المسيحيين من غزة، الذين كانوا يأملون زيارة القدس في عيد الفصح، بحسب كنيسة القديس برفيريوس.
وتُشير التقارير إلى إصدار أكثر من 700 تصريح زيارة في عطلة عيد الفصح، قبل إلغائها لاحقاً.
وقد ندّدت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس بالإلغاء المفاجئ لتصاريح الفلسطينيين المسيحيين من غزة، ووصفت الخطوة بأنها انتهاك لحرية العبادة.
وكتبت الهيئة: "أضافت الهيئة أن استمرار الاحتلال في تقييد حرية العبادة للمواطنين المسيحيين والمسلمين، واستمرار استهدافه للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، يشكل انتهاكاً خطيراً لقواعد القانون الدولي الإنساني".
اعتداءات من المستوطنين
وتتزامن القيود الإسرائيلية مع تعرُّض المواقع المسيحية في الأراضي المحتلة لهجمات أكثر تواتراً في السنوات الأخيرة.
ففي يناير/كانون الثاني، نبش مستوطنون مقبرةً مسيحية بالقدس خلال احتفالات العام الجديد، وحطّموا الصلبان وأسقطوا شواهد القبور الموجودة على أكثر من 30 قبراً.
كما اقتحم إسرائيليان كنيسة جت الزيوت بعدها بشهر واحد، وهجما على الأسقف وكاهنين أثناء أحد القداسات.
وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2021، حذّر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس من أن "المسيحيين قد أصبحوا هدفاً للهجمات المتكررة والمستمرة من جانب الجماعات المتطرفة الهامشية"، في إشارة إلى نشطاء اليمين المتطرف الإسرائيلي.