في أول تعليق على التوترات التي يشهدها السودان، قال قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الخميس 13 أبريل/نيسان 2023، إنه لا يزال ملتزماً بما جرى التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري لتسليم السلطة إلى المدنيين، كما يحرص على تعزيز الاستقرار في البلاد. بينما بدأت تحركات داخلية وخارجية لتطويق الأزمة.
جاءت تصريحات دقلو، بعد أن حذّر الجيش السوداني في وقت سابق من الخميس، من خطر وقوع مواجهة بعد تحركات وحشد لقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، في مؤشر على تصاعد التوتر بين القوتين المتنافستين وفي تعقيد محتمل لخطوات إعادة الحكم المدني.
الجيش السوداني حذّر في بيان، مما وصفه بـ"تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن" من جانب قيادة قوات الدعم السريع، ووصف تلك التحركات بأنها تشكل "تجاوزاً واضحاً للقانون"، في تعليق علني نادر على خلاف أعاق خططاً للتحول إلى الديمقراطية.
كما قال متحدث باسم الجيش: "هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها… استمرارها سيؤدي حتماً إلى مزيد من الانقسامات والتوترات التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد".
قوى مدنية تتوسط بين حميدتي والبرهان
أعلنت القوى المدنية الموقعة على "الاتفاق الإطاري" بالسودان، عزمها على عقد "لقاء عاجل" مع قيادة الجيش وقوات "الدعم السريع" التي يقودها حميدتي، وطرح أفكار عملية لتجاوز التوتر الحالي واستعادة المسار السياسي، وفق ما جاء في بيان صادر عنها عقب اجتماع طارئ عقدته الخميس، لمناقشة آخر التطورات السياسية في البلاد.
ذكر البيان: "قررت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري الالتقاء عاجلاً بقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وطرح أفكار عملية لتجاوز التوتر الحالي واستعادة المسار السياسي بما يعجل بتجاوز نذر المواجهة الحالية".
القوى الموقعة على "الإطاري" هي: "إعلان الحرية والتغيير ـ المجلس المركزي"، وقوى سياسية أخرى (الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، المؤتمر الشعبي) ومنظمات مجتمع مدني، وحركات مسلحة تنضوي تحت لواء "الجبهة الثورية".
وفق البيان، بحثت القوى المدنية "النشاط المتصاعد لعناصر المؤتمر الوطني المحلول (الحزب الحاكم سابقاً)، وسعيهم الحثيث لإثارة الفتنة والوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع".
كما تحدث البيان عن "الجهود المتصلة للقوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري في احتواء الأزمة الراهنة، والتي تمثلت في لقاءات متصلة طوال الأسبوع الماضي جمعتها بقيادة القوات المسلحة السودانية والدعم السريع مجتمعة ومنفردة". وتابع: "ستتواصل هذه المجهودات حتى تعمل على إنهاء كل أشكال المواجهة واستعادة مسار الانتقال المدني الديمقراطي".
فيما عقد حميدتي قائد قوات "الدعم السريع" بالسودان اجتماعاً هاتفياً مشتركاً مع 3 مبعوثين دوليين بشأن التطورات في البلاد، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
تدهور العلاقات بين الجيش و"الدعم السريع"
تدهورت العلاقات بين الجيش وقوات الدعم السريع؛ مما دفع إلى تأجيل توقيع اتفاق مدعوم دولياً مع أحزاب سياسية بشأن فترة انتقال لعامين يقودها مدنيون، تفضي إلى إجراء انتخابات حرة، حسب وكالة رويترز.
يقول دقلو، المعروف في السودان باسم حميدتي، إنه نادم على الانقلاب ويدعم اتفاق المرحلة الانتقالية المدعوم من الأمم المتحدة والغرب والخليج لمنع عودة الإسلاميين الموالين للبشير إلى المشهد السياسي، وهو مصدر قلق تشاركه فيه الأحزاب السياسية.
بينما قال سفراء من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية وفي بيانٍ مساء اليوم الخميس، إنهم "قلقون للغاية"، وأضافوا أن التصعيد يهدد بعرقلة المحادثات.
فيما قالت مصادر عسكرية لـ"رويترز"، إن قوات حميدتي بدأت إعادة نشر وحداتها في العاصمة الخرطوم وفي كل مكان بالتزامن محادثات جرت الشهر الماضي، مما دفع الجيش إلى إعلان حالة التأهب القصوى خاصة حول القصر الرئاسي.