تسبب تصاعد التوترات في المسجد الأقصى بالقدس خلال الأسابيع القليلة الماضية في تفاقم العلاقات المتوترة بالفعل بين الأردن وإسرائيل، بحسب ما نقله موقع أكسيوس الإخباري الأمريكي، الأربعاء 12 أبريل/نيسان 2023، عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، الذين أوضحوا أن وزير الخارجية الأردني رفض في الأيام الأخيرة التحدث إلى ممثلي الحكومة الإسرائيلية، وأكدوا أن التوترات لا تزال مرتفعة.
الموقع أشار إلى أن الأردن ندد بشدة بالغارات الإسرائيلية على المسجد الأقصى، وحمل إسرائيل مسؤولية التصعيد، وأصدرت وزارة الخارجية الأردنية ما لا يقل عن 11 بياناً وتغريدة، تدين وتنتقد سياسة إسرائيل تجاه المسجد الأقصى.
وعلى إثر التنديد، طلبت الحكومة الإسرائيلية من الولايات المتحدة والإمارات مطالبة الحكومة الأردنية، والصفدي على وجه الخصوص، بتهدئة الخطاب والعمل على تهدئة الموقف، وبدوره طلب الصفدي من إدارة بايدن والإماراتيين قول الشيء نفسه للإسرائيليين.
وبادر الأردن بعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما حثت عمان على عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في القدس.
منع صدور بيان من مجلس الأمن
إلى ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إنّ إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منعت صدور بيان من مجلس الأمن يدين إسرائيل.
والخميس، اتهم وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إسرائيل بالعدوان غير المبرر على المصلين الفلسطينيين السلميين، مشيراً إلى أن إسرائيل تدفع "بنا إلى هاوية العنف، وتقوض معاهدة السلام مع الأردن".
وردت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنشر العديد من المزاعم، مدعية أن وزارة الأوقاف الأردنية لم تتخذ خطوات لوقف عنف المصلين الفلسطينيين.
والسبت، كتبت وزارة الخارجية الإسرائيلية على تويتر، ندعو الأردن، من خلال حراس الوقف، إلى إخراج "المتطرفين الذين يخططون للقيام بأعمال شغب من المسجد الأقصى على الفور".
وأشار مسؤولون إسرائيليون على وجه التحديد إلى تصريحات الصفدي الأخيرة على أنها تثير التوترات.
وكشف موقع أكسيوس، أن الاجتماعات بين الصفدي والعديد من المسؤولين الإسرائيليين قبل شهر رمضان سارت بشكل جيد، لكنهم اتهموه باتخاذ موقف "متطرف" عندما بدأت التوترات تتصاعد.
إذ قال مسؤول إسرائيلي إن الصفدي تصرف وكأنه بن غفير الأردني، في إشارة إلى وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف، الذي أثار التوترات في السابق، بما في ذلك في القدس.
اقتحام الأقصى استفزاز
فيما قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الصفدي كان غاضباً، ورأى أن اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد هو استفزاز من قِبل الحكومة الإسرائيلية.
كما كشف مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون أن الحكومة الإسرائيلية طلبت من الولايات المتحدة والإمارات، مطالبة الحكومة الأردنية والصفدي على وجه الخصوص بتهدئة الخطاب والعمل على تهدئة الموقف.
بينما قال مسؤولون أردنيون وأمريكيون إن الصفدي طلب من إدارة بايدن والإماراتيين قول الشيء نفسه للإسرائيليين
وكانت إدارة بايدن قلقة من انفجار الوضع في القدس، يوم الأحد الماضي، ولكن الأمور انتهت بالهدوء، بسبب عدم قيام شرطة الاحتلال الإسرائيلي بمداهمة المسجد الأقصى.
وفي الوقت ذاته، أشار المسؤولون الأردنيون إلى أن الأمور لم تنفجر لأن الولايات المتحدة ضغطت على إسرائيل، في حين زعمت إسرائيل أن الأمور لم تنفجر لأن الولايات المتحدة ضغطت على الأردن.
وبحسب ما ورد، قال المسؤولون الإسرائيليون إن الصفدي رفض في الأيام الأخيرة التحدث إلى ممثلي الحكومة الإسرائيلية، وأشاروا إلى أن التوترات لا تزال مرتفعة.