ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن الشخص الذي سرب وثائق سرية أمريكية أدت إلى تحقيق يتعلق بالأمن القومي هو شاب في العشرينيات من العمر، مولع بالأسلحة النارية، وكان يعمل في قاعدة عسكرية، وذلك نقلاً عن زملائه في مجموعة دردشة على الإنترنت.
الصحيفة أشارت، الأربعاء 12 أبريل/نيسان 2023، إلى أن الشخص نشر معلومات سرية في مجموعة على منصة المراسلة الفورية ديسكورد، تضم حوالي 20 رجلاً وفتى يجمعهم "الحب المشترك للأسلحة والعتاد العسكري".
وفي تقريرها الذي لم يذكر اسم الشخص اعتمدت الصحيفة على مقابلات مع عضوين في مجموعة الدردشة، ولم يتسنّ لوكالة رويترز التحقق من تفاصيل التقرير.
والأربعاء قالت منصة ديسكورد في بيان إنها تتعاون مع سلطات إنفاذ القانون.
والأسبوع الماضي، فتحت وزارة العدل تحقيقاً جنائياً رسمياً بعد أن أحالت وزارة الدفاع (البنتاجون) الأمر إليها.
ويبدو أنه أخطر تسريب لأسرار الولايات المتحدة منذ سنوات، إذ نُشرت صور لمستندات حساسة على ديسكورد ومنصات أخرى مثل فور تشان وتليغرام وتويتر.
وتحقق وكالات الأمن القومي ووزارة العدل الأمريكية في التسريب لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي وبالعلاقات مع حلفاء ودول أخرى، مثل أوكرانيا.
التداعيات الدبلوماسية للتسريب
ونقلت وكالة رويترز، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم إن وكالات الأمن القومي المحلية تبحث حالياً في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة الأمريكية والتعامل مع التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن تسريب عشرات الوثائق السرية.
كانت أكثر من 50 وثيقة سرية تحمل ختمَي "سري" و"سري للغاية" ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/آذار الماضي، وكشفت عن نقاط الضعف في الجيش الأوكراني إلى جانب معلومات عن بعض الحلفاء، منهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
مشاركة المعلومات السرية
في السياق، قال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) انتهزت الفرصة لمراجعة نطاق مشاركة المعلومات السرية داخلياً، والتأكد من عدم وصولها إلا للأشخاص المخول لهم ذلك، وفق رويترز.
فيما قال مسؤول آخر إن بعض الوثائق كانت على الأرجح متاحة لآلاف الأشخاص من حاملي التصاريح الأمنية الصادرة من الولايات المتحدة وحلفائها على الرغم من كونها شديدة الحساسية.
وقال المسؤول الأول إن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الوثائق، يؤكد أن المعلومات الحساسة ربما تمت مشاركتها على نطاق واسع مع أفراد غير مخول لهم الوصول إلى هذا المستوى من الوثائق السرية.
ومن بين ما كشفت عنه الوثائق المسربة من "البنتاغون"، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تواجه خطر استنفاد صواريخها وذخيرتها في غضون أسابيع، خلال حربها ضد القوات الروسية التي تهاجم البلاد منذ أكثر من عام.
كذلك أظهرت مجموعة من الوثائق السرية التي يبدو أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط والصين، وتم نشر الوثائق على مواقع التواصل الاجتماعي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.