واجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، انتقادات من ساسة أوروبيين، وذلك عقب تصريحات له أثارت جدلاً، دعا فيها أوروبا إلى تشكيل "قطب ثالث" بين أمريكا والصين، وذلك خلال عودته من زيارة لبكين، الجمعة 7 أبريل/نيسان 2023.
وقال ماكرون خلال تصريحات أدلى بها لصحيفتي ليزيكو وبوليتيكو الفرنسيتين على متن طائرة العودة من زيارة رسمية للصين، استغرقت ثلاثة أيام، إن أوروبا ليست لديها مصلحة في زيادة حدة الأزمة بشأن تايوان، وإنها يجب أن تنتهج استراتيجية مستقلة عن كل من واشنطن وبكين.
وانتقد الساسة من كلا جانبي المحيط الأطلسي موقف الرئيس بوصفه مهادناً أكثر مما يلزم، للصين التي تجري مناورات عسكرية حول تايوان، وفق رويترز.
"ماكرون يعزل نفسه"
وقال نوربرت روتجين عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الألماني "البوندستاغ"، على تويتر، إن ماكرون "استطاع تحويل زيارته للصين إلى انقلاب في العلاقات العامة لصالح شي، وإلى كارثة في السياسة الخارجية بالنسبة لأوروبا". وأضاف أن الرئيس الفرنسي "يعزل نفسه بشكل متزايد في أوروبا".
وفي مقطع فيديو نشر على تويتر، أجرى السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي، ماركو روبيو، مقارنة وحاول تحديد أوجه للتشابه مع الموقف في صراع أوكرانيا، الذي يطمح ماكرون إلى أن يجتذب الصين لتقديم يد المساعدة فيه.
وقال السيناتور من الحزب الجمهوري إنه "إذا كانت أوروبا لن تنحاز إلى صف الولايات المتحدة أو الصين بشأن الوضع في تايوان، إذن فربما لا ننحاز إلى أي جانب (فيما يخص أوكرانيا)".
في المقابل، قال باسكال كونفافرو المتحدث باسم السفارة الفرنسية في الولايات المتحدة، إن تعليقات ماكرون فُسرت بشكل مبالغ فيه. وكتب على تويتر: "الولايات المتحدة حليفتنا التي نتشارك معها قيمنا".
وتنظر الصين إلى تايوان ذات الحكم الديمقراطي على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، ولم تتنازل قط عن السيطرة على الجزيرة ولو باستخدام القوة إذا لزم الأمر. وتعترض حكومة تايوان بشدة على ادعاءات الصين.
دعوة إلى "الاستيقاظ"
ووصل الرئيس الفرنسي إلى بكين الأربعاء 5 أبريل/نيسان، واستمرت الزيارة حتى الجمعة 7 أبريل/نيسان، ولحقت به رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، لتنضم إلى جانب من المفاوضات مع المسؤولين الصينيين.
كان ماكرون قد قال في التصريحات ذاتها، إن "أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا، نحن الأوروبيين، يجب أن نصبح أتباعاً في هذه المسألة، وأن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي أو رد الفعل الصيني المبالغ فيه".
كما نقلت الصحيفتان عنه قوله إنه يتعين على أوروبا تمويل قطاعها الدفاعي بشكل أفضل، وتطوير الطاقة النووية والمتجددة، وتقليل الاعتماد على الدولار للحد من اتكالها على الولايات المتحدة.
كما دعا أوروبا إلى "الاستيقاظ"، قائلاً: إن "أولويتنا ألا نتكيف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم"، وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن تتجنب أوروبا الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان.