أفادت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2023، أن تسريب الوثائق الأمريكية السرية، والذي تناقلته التقارير الإعلامية على نطاق واسع، ينطوي على "مستوى خطير من عدم الدقة"، وسط استنفار الأمن القومي بواشنطن لبحث كيفية تحصين مشاركة المعلومات الحساسة داخل الحكومة.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية في بيان نُشر على تويتر: "تسريب المعلومات الأمريكية السرية الذي تنقله التقارير على نطاق واسع يظهر مستوى خطيراً من عدم الدقة"، وأضاف: "يتعين على القُراء توخي الحذر قبل تصديق مزاعم من المحتمل أن تنشر معلومات مضللة".
تحقيقات أمريكية
وتحقق أجهزة الأمن القومي ووزارة العدل الأمريكية في أمر الكشف عن عشرات الوثائق السرية لتقييم الأضرار التي لحقت بالأمن القومي والعلاقات مع الحلفاء ودول أخرى تشمل أوكرانيا.
كانت أكثر من 50 وثيقة سرية تحمل ختمَي "سري" و"سري للغاية" ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/آذار الماضي، وكشفت عن نقاط الضعف في الجيش الأوكراني، إلى جانب معلومات عن بعض الحلفاء، منهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
فيما نقلت وكالة رويترز، الإثنين 11 أبريل/نيسان، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم إن وكالات الأمن القومي المحلية تبحث حالياً في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة الأمريكية والتعامل مع التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن تسريب عشرات الوثائق السرية.
في حين قال أحد المسؤولين إن محققين يعملون حالياً على تحديد الشخص أو المجموعة التي قد تكون لديها القدرة أو الدافع لنشر هذه الوثائق السرية، التي قد تكون الأكثر تأثيراً منذ نشر آلاف الوثائق على موقع ويكيليكس في عام 2013.
لكن في المقابل، قال المسؤولان إنه على الرغم من أن التسريبات كانت مقلقة للغاية، فإن العديد منها لم يقدم سوى معلومات قليلة عن الوضع في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، ويبدو أنها لم تكشف أي شيء عن العمليات المستقبلية.
وتشير الترجيحات إلى أن بعض المعلومات الأكثر حساسية تتعلق بالقدرات العسكرية لأوكرانيا وأوجه القصور فيها.
نشرها مجهول في مجموعة مراسلة
والإثنين أيضاً، كشفت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية أن الوثائق الأمريكية المسرّبة مؤخراً والتي تعتبر أحد أهم التسريبات عالية السرية في التاريخ الحديث، بدأت بين مجموعة صغيرة من الناشرين على قناة مراسلة تتاجر في الميمات والنكات والكلام العنصري، وذلك قبل أسابيع من اكتشاف أمر التسريب.
خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وبدون أن يلاحظ أحد من العالم الخارجي على ما يبدو، بدأ عضو مجهول الهوية في مجموعة تضم أكثر من عشرة أفراد، في نشر ملفات -وصفها كثيرون بأنها سرية للغاية- تقدم تفاصيل حول الحرب في أوكرانيا، والاتصالات التي جرى اعتراضها عن حلفاء الولايات المتحدة، مثل إسرائيل وكوريا الجنوبية، وتفاصيل حول الاختراق الأمريكي للخطط العسكرية الروسية، إضافة إلى موضوعات أخرى.
وأوضحت الصحيفة أن الوثائق، التي بلغ عددها المئات على ما يبدو، ظلت بين أعضاء مجموعة صغيرة بمنصة "ديسكورد" للتراسل، حتى بداية مارس/آذار الماضي، عندما أعاد مستخدم آخَر نشرَ عشرات منها في مجموعة أخرى ذات جمهور أكبر، وانطلاقاً من المجموعة الأخيرة، انتقل ما لا يقل عن 10 ملفات إلى مجتمعات أكبر تركز على لعبة الفيديو جيم "ماينكرافت".