أكدت القيادة الوسطى للقوات الأمريكية أن هجوماً صاروخياً استهدف قوات التحالف الدولي في قاعدة "كونوكو" بمحافظة دير الزور شمال شرقي سوريا، دون أن يسفر عن خسائر بشرية أو أضرار مادية، وذلك بعد نحو أسبوعين من هجمات مماثلة تعرضت لها قواعد أمريكية.
وقالت القيادة المذكورة في بيان مقتضب، إن قاعدة "كونوكو" تعرضت لهجوم بصاروخ واحد فقط، في إشارة على ما يبدو، إلى أنه لم يكن هذه المرة عبر طائرات مسيرة، على غرار هجمات سابقة، مشيرة إلى أن الهجوم وقع عند الساعة الـ5:51 بالتوقيت المحلي في سوريا.
كانت وكالة الأناضول نقلت، في وقت سابق من الإثنين، عن مصادر محلية، أن حقل كونوكو للغاز الذي تتمركز فيه قوات أمريكية ومحيطه في محافظة دير الزور شرقي سوريا، تعرض لهجمات بقذائف صاروخية.
وذكرت المصادر أن الهجمات تم تنفيذها من مناطق توجد فيها "مجموعات أجنبية إرهابية مدعومة من إيران في دير الزور"، مشيرة إلى أن القذائف الصاروخية تم إطلاقها من البوكمال شرق دير الزور.
ليس الهجوم الأول
وبين الفينة والأخرى، تتعرض النقاط العسكرية التابعة للولايات المتحدة وقوات التحالف في سوريا لهجمات صاروخية من مناطق توجد فيها جماعات إرهابية أجنبية مدعومة من إيران.
وفي 25 مارس/آذار الماضي، شنت المجموعات الإرهابية الأجنبية المدعومة من إيران هجمات صاروخية على حقلي عمر للنفط وكونوكو للغاز.
وفي الـ24 من الشهر نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعرُّض قاعدة في محافظة دير الزور السورية لهجوم صاروخي من مجموعات تدعمها إيران، وذلك بعد يوم واحد من استهداف طائرة مسيرة منشأة في قاعدة للتحالف الدولي بالحسكة.
وفي الهجوم الصاروخي المذكور، أوضح المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر، أن هجوماً بعشرة صواريخ استهدف قاعدة "القرية الخضراء" في دير الزور شرقي سوريا، وأضاف أن الهجوم على القاعدة لم يسفر عن إصابات في صفوف القوات الأمريكية.
وفي أول تعقيب رسمي، آنذاك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الولايات المتحدة مستعدة للتحرك "بقوة" لحماية الأمريكيين، مضيفاً للصحفيين في زيارة رسمية لكندا: "لا تسيئوا الفهم… الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع مع إيران، لكن توقعوا أن نتصرف بقوة لحماية شعبنا".
وسبق ذلك الهجوم الصاروخي، هجومٌ عبر طائرة مسيرة استهدفت منشأة في قاعدة للتحالف الدولي شمال شرقي سوريا، في 23 مارس/آذار، ما نتج عنه مقتل متعاقد أمريكي، وإصابة 5 من أفراد الخدمة الأمريكية".
فيما أعلنت "الدفاع الأمريكية" شن غارات جوية "محددة ودقيقة" ضد جماعات "مدعومة من إيران" شرقي سوريا، رداً على هجوم لمسيّرة استهدف منشأة في قاعدة للتحالف الدولي، بمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
الوجود الأمريكي في سوريا
وتنتشر قوات التحالف الدولي وأبرزها القوات الأمريكية، في مناطق نفوذ القوات الكردية وحلفائها في شمال شرق وشرق سوريا، كما توجد القوات الأمريكية في قاعدة التنف جنوباً الواقعة قرب الحدود الأردنية والعراقية.
وتشهد المناطق التابعة للنظام السوري في دير الزور ومنطقة البوكمال وجوداً كثيفاً للمجموعات التابعة لطهران التي يديرها "الحرس الثوري" الإيراني. وبمساعدة من روسيا والمجموعات المدعومة إيرانياً، سيطر نظام الأسد على مركز محافظة دير الزور وغربها، إثر انسحاب داعش عام 2017.
وتتركز المجموعات الإرهابية الأجنبية المدعومة من إيران في دير الزور ويعتمد عليها النظام كقوات برية، فيما يدير الحرس الثوري الإيراني تلك المجموعات التي تضم عناصر تنحدر من إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.