تشهد الهند زيادة في فرق الهندوس (غير الرسمية) الذين يهاجمون المسلمين لأكلهم لحوم البقر، حيث انتشرت في شمال البلاد مؤخراً، واعتقلت مئات المسلمين، وسلمتهم للشرطة خلال الشهرين الماضيين، حيث تعهد أحد الناشطين بحماية الأبقار كما لو كانت "بناتنا وأمهاتنا".
صحيفة The Telegraph البريطانية نشرت، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، تقريراً أوضحت فيه أن ذبح الأبقار -المقدسة في الهندوسية- محظور بالفعل في 20 ولاية من أصل 28 ولاية في الهند، وبإمكان الشرطة اعتقال المخالفين دون تصريح.
على أثر ذلك، شكلت معظم الولايات التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا الهندي فرقاً أهلية تضم مسؤولين حكوميين ومواطنين عاديين لتنفيذ هذا الحظر.
وبحسب التقرير فإنه يُعتقد أن آلاف الفرق غير الرسمية انتشرت في شمال الهند، بسبب الخطاب المعادي للمسلمين الذي أطلقه حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم استعداداً لانتخابات العام المقبل.
ويقدَّر أن منطقة دلهي وحدها تضم 200 فرقة من هذه الفرق الأهلية. وينصب أعضاء هذه الفرق الكمائن على الطرق السريعة لتفتيش الشاحنات التي ربما "تهرّب" الأبقار عبر الولايات، أو ينفذون دوريات على الطرق المؤدية إلى القرى الإسلامية.
سنحميها مثل "بناتنا وأمهاتنا"
إذ قال دافيندر سينغ، ناشط حماية البقر من ولاية هاريانا، التي يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا، لصحيفة The Telegraph: "الأبقار رمز ديننا، وسنحميها مثل بناتنا وأمهاتنا".
وحظر ذبح البقر على مستوى البلاد كان من بين الوعود التي قطعها ناريندرا مودي، رئيس الوزراء وزعيم حزب بهاراتيا جاناتا، للتودد إلى الناخبين قبل انتخابات 2024.
فيما أوضح مندرا مانيسار، العضو السابق في أحد الفرق الأهلية: "من الواضح أن الشعب الهندي سيدعمه في ذلك".
اعتقالات بحق المسلمين
وفي الوقت نفسه، بدأ المدنيون يتعاملون مع هذه الأمور بأنفسهم.
فالأسبوع الماضي، اعتقلت فرقة سينغ شابين مسلمَين من قرية نوح في هاريانا واقتادوهما إلى الشرطة لنقلهما أبقار.
وقال: "في الشهرين الماضيين سلمت ما يقرب من 300 شاب مسلم إلى الشرطة وأنقذت أكثر من 500 بقرة منهم".
وخلال السنوات الخمس الماضية اُتهم حوالي 2000 شخص بالإساءة للأبقار.
وقال أحد المحامين لصحيفة The Telegraph إن كثيراً من موكليه يدفعون مبالغ مالية ضخمة لهذه الفرق للتنازل عن القضايا المرفوعة عليهم.
لكن هذه الحوادث لا تنتهي بهذا السلام دائماً.
ففي مارس/آذار الماضي، اختطفت فرق الهندوس شابين مسلمين وأُحرقا حتى الموت في هاريانا.
وقال سينغ إنه لم يشارك في ذلك لكنه يتفهم سبب حدوثه: "من الضروري حظر ذبح الأبقار في عموم البلاد؛ لأنه من الواضح أن رد فعل الهندوس سيكون عنيفاً".
قُتل أكثر من 50 شخصاً في حالات مماثلة على مستوى البلاد منذ عام 2015. وغالبيتهم من المسلمين أو من الأقليات الأخرى.
وعادة ما تتجاهل السلطات هذه الأنواع من الجرائم أو تتستر عليها وسط أجواء محمومة تغذيها الحكومة القومية الهندوسية.
خطاب الكراهية
من جهته، قال ميناكشي غانغولي، مدير قسم جنوب آسيا في منظمة هيومن رايتس ووتش: "خطاب الكراهية الذي يطلقه قادة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم والمنتسبين لأيديولوجيته يدعو إلى العنف بحق المسلمين في الهند -بما يشمل مزاعم ذبح الأبقار- في إطار حملتهم السياسية".
وأضاف سيد عمر أمان، الباحث المستقل في تاريخ الهند السياسي: "هذه واحدة من الطرق الكثيرة التي يُحرم بها المسلمون من الرخاء الاقتصادي والكرامة والحقوق المتساوية باعتبارهم مواطنين في هذا البلد".
وقال: "دعوات حماية الأبقار في الهند، التي ربما انطلقت في البداية لجذب أصوات الهندوس، تحولت الآن إلى ذريعة يستغلها الناس لمهاجمة وقتل أفراد الأقليات بشكل عنيف".