نقلت وكالة رويترز، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين قولهم إن وكالات الأمن القومي المحلية تبحث حالياً في سبل مشاركة المعلومات الأكثر حساسية داخل الحكومة الأمريكية والتعامل مع التداعيات الدبلوماسية الناجمة عن تسريب عشرات الوثائق السرية.
فيما قال أحد المسؤولين إن محققين يعملون حالياً على تحديد الشخص أو المجموعة التي قد تكون لديها القدرة أو الدافع لنشر هذه الوثائق السرية، التي قد تكون الأكثر تأثيراً منذ نشر آلاف الوثائق على موقع ويكيليكس في عام 2013.
كانت أكثر من 50 وثيقة سرية تحمل ختمَي "سري" و"سري للغاية" ظهرت للمرة الأولى على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/آذار الماضي، وكشفت عن نقاط الضعف في الجيش الأوكراني إلى جانب معلومات عن بعض الحلفاء، منهم إسرائيل وكوريا الجنوبية وتركيا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن بعض الوثائق التي تقيّم حجم الخسائر التي تكبدتها أوكرانيا في ساحة المعركة، يبدو أن تعديلات أُجريت عليها بما يشير إلى تكبد روسيا خسائر أقل، في حين فتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقاً جنائياً للتعرف على مصدر تسريب هذهالوثائق.
مشاركة المعلومات السرية
في السياق، قال مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته، إن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) انتهزت الفرصة لمراجعة نطاق مشاركة المعلومات السرية داخلياً، والتأكد من عدم وصولها إلا للأشخاص المخول لهم ذلك، وفق رويترز.
وقال مسؤول آخر إن بعض الوثائق كانت على الأرجح متاحة لآلاف الأشخاص من حاملي التصاريح الأمنية الصادرة من الولايات المتحدة وحلفائها على الرغم من كونها شديدة الحساسية.
وقال المسؤول الأول إن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى الوثائق، يؤكد أن المعلومات الحساسة ربما تمت مشاركتها على نطاق واسع مع أفراد غير مخول لهم الوصول إلى هذا المستوى من الوثائق السرية.
أضاف: "تطلب الأمر من البنتاغون تقليل الوصول إلى بعض أكثر المعلومات حساسية عندما لا يكون هناك سبب معقول للوصول إليها".
لكن في المقابل، قال المسؤولان إنه على الرغم من أن التسريبات كانت مقلقة للغاية، فإن العديد منها لم يقدم سوى معلومات قليلة عن الوضع في فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، ويبدو أنها لم تكشف أي شيء عن العمليات المستقبلية.
وتشير الترجيحات إلى أن بعض المعلومات الأكثر حساسية تتعلق بالقدرات العسكرية لأوكرانيا وأوجه القصور فيها.
البحث عن دافع
من جانب آخر، أشار أحد المسؤولين الأمريكيين، لـ"رويترز"، إلى أنه منذ ظهور التسريب لأول مرة في مارس/آذار، ظل المحققون يبحثون عن مصدر تسريب هذه المعلومات.
فيما قال دانييل هوفمان، وهو ضابط سري سابق في وكالة المخابرات المركزية، إنه بالنظر إلى الأنشطة السابقة لوكالات المخابرات الروسية فمن المحتمل جداً أن يكون عملاء روس يقفون وراء نشر الوثائق المتعلقة بأوكرانيا بغرض التضليل.
أضاف أن هذه العمليات تدخل في إطار الممارسات "الكلاسيكية" لأجهزة التجسس الروسية والتي تقوم على تسريب وثائق أصلية وإدخال معلومات كاذبة عليها، لافتاً إلى أن الهدف على ما يبدو هو دق إسفين بين أوكرانيا والولايات المتحدة، أكبر مورد للأسلحة إلى كييف، بحسب قوله.
لكن من ناحية أخرى، يقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أمريكيون إنهم يشتبهون في أن يكون الشخص الذي سرب هذه المعلومات أمريكياً؛ نظراً إلى العدد الكبير من الموضوعات التي تغطيها الوثائق، لكنهم لا يستبعدون أيضاً أن تكون عناصر مؤيدة لروسيا تقف وراء هذه التسريبات.
فيما قالت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الإثنين، إن هناك "اتجاهاً عاماً" لتحميل روسيا المسؤولية عن كل شيء، وذلك في ردها على توجيه أصابع الاتهامات إليها بأن تكون وراء التسريب.
ومن بين ما كشفت عنه الوثائق المسربة من "البنتاغون"، أن الدفاعات الجوية الأوكرانية تواجه خطر استنفاد صواريخها وذخيرتها في غضون أسابيع، خلال حربها ضد القوات الروسية التي تهاجم البلاد منذ أكثر من عام.
كذلك أظهرت مجموعة من الوثائق السرية التي يبدو أنها تتناول بالتفصيل أسرار الأمن القومي للولايات المتحدة من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط والصين، وتم نشر الوثائق على مواقع التواصل الاجتماعي.
يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022 أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، وتشترط لإنهائها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.