ماكرون يدعو أوروبا لتشكيل “قطب ثالث” بين أمريكا والصين.. وواشنطن تراقب مناورات بكين حول تايوان

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/09 الساعة 18:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/09 الساعة 18:04 بتوقيت غرينتش
ماكرون ونظيره الصيني شي/ رويترز

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، خلال تصريحات صحفية له على متن طائرة العودة من زيارة رسمية للصين، استغرقت ثلاثة أيام، إن أوروبا ليس لديها مصلحة في زيادة حدة الأزمة بشأن تايوان، وإنها يجب أن تنتهج استراتيجية مستقلة عن كل من واشنطن وبكين، في حين قالت واشنطن إنها تراقب المناورات الصينية حول جزيرة تايوان.

حيث عاد ماكرون لتوه من زيارة دولة استمرت ثلاثة أيام في الصين، بعد أن لقي ترحيباً حاراً من الرئيس شي جين بينغ. وبدأت الصين تدريبات في محيط تايوان السبت، رداً على اجتماع تساي إينج وين، رئيسة تايوان، مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي، يوم الأربعاء.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون/رويترز

ماكرون في الصين وسط توترات مع تايوان 

تعتبر الصين تايوان، التي تنعم بحكم ديمقراطي، إقليماً منشقاً تابعاً لها، وتهدد دوماً بإخضاعه لسيطرتها بالقوة. وتعارض حكومة تايوان بشدة مزاعم الصين.

قال ماكرون إن على أوروبا ألا تسرّع وتيرة هذا الصراع، بل أن تأخذ الوقت الكافي لبناء موقعها كقطب ثالث بين الصين والولايات المتحدة، وذلك في تصريحات أدلى بها لصحيفتي ليزيكو وبوليتيكو الفرنسيتين خلال زيارته للصين.

كما نقلت صحيفة بوليتيكو عنه قوله "أسوأ شيء هو الاعتقاد بأننا، نحن الأوروبيين، يجب أن نصبح أتباعاً في هذه المسألة، وأن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي أو رد الفعل الصيني المبالغ فيه".

نقلت الصحيفتان عنه قوله إنه يتعين على أوروبا تمويل قطاعها الدفاعي بشكل أفضل، وتطوير الطاقة النووية والمتجددة، وتقليل الاعتماد على الدولار للحد من اتكالها على الولايات المتحدة.

فيما أُجريت المقابلة المشتركة على متن رحلة جوية يوم الجمعة بين بكين ومدينة جوانغتشو، وتوجه ماكرون إلى الصين يرافقه وفد قوامه 50 مسؤولاً، يمثلون شركات، منها إيرباص و(إي.دي.إف) لإنتاج الطاقة النووية، اللتان وقعتا صفقات خلال الزيارة.

ماكرون شي
ماكرون ونظيره الصيني شي/ رويترز

الدعوة لاستيقاظ أوروبا 

كما دعا أوروبا إلى "الاستيقاظ"، قائلاً: إن "أولويتنا ألا نتكيف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم"، وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة أن تتجنب أوروبا الانجرار إلى مواجهة بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان.

في حين لا تعترف الصين باستقلال تايوان، وتعتبرها جزءاً من أراضيها، وترفض أي محاولات لانفصالها عنها، بالمقابل لا تعترف تايوان بحكومة بكين المركزية. وتُعارض بكين بشدة أي اتصال رسمي بين واشنطن وتايبيه.

مناورات صينية حول تايوان

في سياق متصل فقد ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون‭ ‬الصينية، اليوم الأحد، أن الجيش الصيني يواصل المناورات حول تايوان وتطويق الجزيرة. وأضافت الهيئة أن الجيش أجرى محاكاة لضربات دقيقة على أهداف رئيسية في تايوان.

طائرتا هيلكوبتر صينيتان تحلّقان في جنوب شرقي البلاد مقابل سواحل تايوان

كانت الصين قد بدأت المناورات أمس السبت، ومن المقرر أن تستمر حتى يوم غد الإثنين.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 58 طائرة صينية حول تايوان حتى الآن، اليوم الأحد، بالإضافة إلى تسع سفن حربية، كما  قال مصدر لرويترز الأحد إن نحو 20 سفينة عسكرية، منها نحو عشر سفن صينية وعشر تايوانية، تتواجد وجهاً لوجه بالقرب من الخط الأوسط لمضيق تايوان.

أفاد المصدر، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن الصين أجرت محاكاة لشن هجمات على أهداف عسكرية أجنبية قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتايوان اليوم الأحد.

أمريكا تراقب الوضع في تايوان

في حين قال المعهد الأمريكي في تايوان، الأحد، إن الولايات المتحدة تراقب المناورات الصينية حول تايوان عن كثب، وإنها تشعر "بالارتياح والثقة" لامتلاكها ما يكفي من موارد وقدرات على الصعيد الإقليمي لضمان السلام والاستقرار.

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض/رويترز

فيما ذكر متحدث باسم المعهد الأمريكي، الذي يقوم بعمل السفارة في تايوان نظراً لعدم وجود علاقات دبلوماسية "نحن نراقب تصرفات بكين عن كثب".

كانت الولايات المتحدة قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايبه في عام 1979، من أجل إقامة علاقات مع بكين، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.

تحميل المزيد