سفن صينية وتايوانية وجهاً لوجه! بكين تجري محاكاة لتطويق الجزيرة وشن هجمات على أهداف أجنبية

عربي بوست
تم النشر: 2023/04/09 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/04/09 الساعة 09:21 بتوقيت غرينتش
أول حاملة طائرات صينية "لياونينغ" تشارك في عرض عسكري في بحر الصين الجنوبييرافقها سفن حربية وطائرات مقاتلة/رويترز، أرشيفية

نقلت وكالة رويترز، الأحد 9 أبريل/نيسان 2023، عن مصدر، أن نحو 20 سفينة عسكرية، منها نحو عشر سفن صينية وعشر تايوانية، توجد وجهاً لوجه بالقرب من الخط الأوسط لمضيق تايوان، فيما حثت الولايات المتحدة بكين على ضبط النفس بعد تدريبات عسكرية لمحاكاة "تطويق" الجزيرة.

المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أفاد بأن الصين أجرت محاكاة لشنّ هجمات على أهداف عسكرية أجنبية قبالة الساحل الجنوبي الغربي لتايوان الأحد.

وبدأ الجيش الصيني، السبت، تدريبات عسكرية لمحاكاة "تطويق" جزيرة تايوان، ضمن مناورات تقوم بها بكين على مدار ثلاثة أيام، وذلك بعد ساعات من عودة رئيسة تايوان، تساي إنغ ون، من رحلة إلى الولايات المتحدة.

محاكاة لهجمات حاملات طائرات

من جهته، قال مصدر أمني تايواني لـ"رويترز"، إن التدريبات الصينية حول قناة باشي التي تفصل تايوان عن الفلبين تضمنت محاكاة لهجمات على مجموعات حاملات طائرات، إضافة إلى تدريبات على التصدي للغواصات.

فيما قالت وزارة الدفاع التايوانية إنها رصدت 58 طائرة صينية، من بينها مقاتلات سو-30 وقاذفات إتش-6 إلى جانب تسع سفن حول الجزيرة، مضيفةً أنها تولي عناية خاصة لقوة صواريخ جيش التحرير الشعبي المسؤولة عن منظومة الصواريخ الصينية على الأرض.

كما أردفت الوزارة: "بخصوص تحركات قوة الصواريخ الشيوعية الصينية، فإن جيش الدولة لديه أيضاً فهم وثيق لمنظومة المخابرات والمراقبة والاستطلاع المشتركة، وتظل قوات الدفاع الجوي في وضع تأهب شديد"، مؤكدةً أن قوات تايوان "لن تصعّد الصراعات أو تتسبب في نزاعات"، وسترد "بالشكل الملائم" على تدريبات الصين.

طائرتا هيلكوبتر صينيتان تحلّقان في جنوب شرقي البلاد مقابل سواحل تايوان<br>
طائرتا هيلكوبتر صينيتان تحلّقان في جنوب شرقي البلاد مقابل سواحل تايوان

ضبط النفس

من جانبها، حث مسؤولو وزارة الخارجية الأمريكية الصين على عدم المبالغة في رد الفعل تجاه الاجتماع الذي عُقد في كاليفورنيا، ودعوا إلى "ضبط النفس وعدم تغيير الوضع الراهن".

إذ قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة "تراقب من كثب، تصرفات بكين"، مشدداً على أن الولايات المتحدة لديها "موارد وقدرات كافية في المنطقة لضمان السلام والاستقرار والوفاء بالتزاماتنا المتعلقة بالأمن القومي".

إلى ذلك، قال المعهد الأمريكي في تايوان، الأحد، إن الولايات المتحدة تراقب المناورات الصينية حول تايوان من كثب، وإنها تشعر "بالارتياح والثقة" لامتلاكها ما يكفي من موارد وقدرات على الصعيد الإقليمي لضمان السلام والاستقرار.

وذكر متحدث باسم المعهد الأمريكي الذي يقوم بعمل السفارة في تايوان؛ نظراً إلى عدم وجود علاقات دبلوماسية: "نحن نراقب تصرفات بكين من كثب".

طائرات صينية
طائرات صينية

كانت الولايات المتحدة قطعت العلاقات الدبلوماسية مع تايبيه في عام 1979 من أجل إقامة علاقات مع بكين، لكنها ملزمة بموجب القانون بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن نفسها.

وفي عدة مناسبات، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن الولايات المتحدة ستتدخل إذا هاجمت الصين الجزيرة، لكن الرسائل الأمريكية بشأن مسار عملها الدقيق كانت غامضة.

وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة لها دستورها الخاص وقادتها.

لكن الصين تعتبر الجزيرة إقليماً انفصالياً سيخضع في النهاية لسيطرتها، وقد تفعل هذا بالقوة إذا لزم الأمر.

وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، سابقاً، أن "إعادة الاتحاد" مع تايوان "يجب أن تتحقق".

التواصل مع واشنطن

وعلى الرغم من أن الصين تقوم بكثير من التدريبات العسكرية حول تايوان، فإن التدريبات الأخيرة على "التطويق"، تعد رداً على اجتماع رئيسة تايوان تساي مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي، يوم الأربعاء.

إذ قالت تساي، السبت، إن حكومتها ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى، حيث تواجه الجزيرة "استمرار التوسع الاستبدادي" من الصين.

رئيسة تايوان تساي إنغ ون/ رويترز
رئيسة تايوان تساي إنغ ون/ رويترز

وجاءت هذه التصريحات خلال اجتماع مع وفد من الكونغرس الأمريكي في تايبيه برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول.

وقال ماكول إن واشنطن تعمل على إمداد تايوان بالأسلحة، "ليس من أجل الحرب، بل من أجل السلام".

وفي أغسطس/آب الماضي، أجرت بكين تدريبات عسكرية لمدة أسبوع تقريباً حول تايوان بعد أن زارت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب في ذلك الوقت، العاصمة التايوانية تايبيه.

وكانت تلك التدريبات بمثابة أكبر استعراض للقوة من جانب الصين منذ سنوات، وشملت نشر طائرات مقاتلة وسفن حربية وإطلاق صواريخ باليستية.

تحميل المزيد