أقدم برلمان ولاية تينيسي الأمريكية على عزل نائبين أسودين، الخميس 6 أبريل/نيسان 2023، بسبب مشاركتهما في احتجاج على تفشي العنف المسلح، في حين أبقى على نائبة "بيضاء" اشتركت معهما في الاحتجاج نفسه، الأمر الذي دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس للتدخل في المعركة السياسية الشرسة التي هزت الولاية.
ويسيطر الحزب الجمهوري على برلمان ولاية تينيسي، وقد استهدف التصويت على العزل- الذي يعدّ إجراء نادراً جداً- 3 نواب من الحزب الديمقراطي، الحزب الحاكم في الولايات المتحدة.
وفي 30 مارس/آذار، بعد أيام قليلة من وقوع مذبحة في مدرسة مسيحية في ناشفيل أوقعت 6 قتلى بينهم 3 أطفال، انضم جاستن جونز وجاستن بيرسون وغلوريا جونسون إلى مئات من المتظاهرين في محيط البرلمان، للمطالبة بتنظيم أكثر صرامة لحمل الأسلحة النارية.
المتظاهرون دخلوا مبنى مجلس النواب بولاية تينيسي لمواجهة النواب المجتمعين في جلسة، واستخدم جاستن جونز وجاستن بيرسون مكبّر صوت لدعوة المتظاهرين إلى ترديد شعارات مثل السلطة للشعب، وفق وسائل إعلام محلية.
واستهدف تصويت من مجلس النواب المحلي، الخميس النواب الديمقراطيين الثلاثة بدعوى "عدم احترامهم لمدونة السلوك"، وأفضى إلى عزل اثنين منهم، وهما النائبان الأسودان جاستن جونز وجاستن بيرسون، ولم يشمل النائبة البيضاء غلوريا جونسون.
بايدن يصف الإجراء بـ"الصادم"
وعلى إثر الأزمة أجرى الرئيس بايدن اتصالاً هاتفياً الجمعة مع النواب الثلاثة الديمقراطيين من ولاية تينيسي، وقبل أن يدعوهم الرئيس للحضور "قريباً" إلى البيت الأبيض "شكرهم" على دعواتهم لحظر البنادق الهجومية، و"الدفاع عن القيم الديمقراطية"، واصفاً الإجراء بـ"الصادم"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما توجهت نائبة الرئيس كامالا هاريس للقائهم في ناشفيل، عاصمة هذه الولاية الجنوبية، لتكرار دعوة الكونغرس إلى حظر استخدام البنادق الهجومية، وهو طلب مصيره الفشل بسبب معارضة الجمهوريين الشرسة.
وفي إشارة إلى الخميس، يوم التصويت، قال جيسي تشيسم، نائب رئيس تجمع النواب السود في برلمان تينيسي، في مؤتمر صحفي الجمعة "تكون لدينا انطباع بأننا في خضم دعوى تعود لعهد جيم كرو"، في إشارة إلى قوانين الفصل العنصري التي ظل بعضها سائداً حتى منتصف القرن العشرين.
وبالنسبة لغلوريا جونسون التي لم يشملها العزل، الدوافع واضحة، "أنا امرأة بيضاء أبلغ 60 عاماً وهما شابان أسودان".
القرار أثار النواب الجمهوريين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجه بعضهم اتهامات بالعنصرية للغالبية الجمهورية في مجلس نواب تينيسي.
وتعاطف النشطاء مع النائبين المعزولين، وكتب الناشط إد كريستينسن "لا تقل لي إن العنصرية النظامية غير موجودة في أمريكا، موجودة ويقودها الحزب الجمهوري، وتينيسي خير مثال على ذلك، طردوا رجلين من السود بسبب الاحتجاج، لكنهم لم يطردوا المرأة البيضاء غلوريا جونسون".