أعلنت الشرطة الإيرانية، السبت 8 أبريل/نيسان 2023، أن السلطات تضع كاميرات في الأماكن العامة والطرقات، لرصد النساء اللاتي لا يلتزمن بالحجاب ومعاقبتهن، في محاولة جديدة لكبح الأعداد المتزايدة لمن يقاومن قواعد اللباس الإلزامية، لا سيما بعد الاحتجاجات الأخيرة التي اجتاحت البلاد.
الشرطة قالت في بيان إن النساء المخالفات سيتلقين بعد رصدهن "رسائل نصية تحذيرية من العواقب"، وأضاف البيان الذي نقلته وكالة أنباء "ميزان" التابعة للسلطة القضائية ووسائل إعلام حكومية أخرى، أن هذه الخطوة تهدف إلى "وقف مقاومة قانون الحجاب"، مضيفاً أن مثل هذه المقاومة تشوه الصورة الروحية للبلاد وتشيع انعدام الأمن.
البيان دعا أيضاً أصحاب الشركات إلى "المراقبة الجادة لمراعاة الأعراف المجتمعية من خلال عمليات تفتيش دؤوبة".
يأتي تركيب الكاميرات في الأماكن العامة والطرقات، بعد أيام من تهديد رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إيجئي، بملاحقة "دون رأفة" لمن يظهرن في الأماكن العامة من النساء غير المحجبات.
عدة مواقع إخبارية في إيران، نقلت عن إيجئي القول إن "عدم ارتداء الحجاب يصل إلى حد العداء لقيمنا"، وأضاف أن من "ترتكب مثل هذه الأفعال المخلة ستعاقب (…) وستُحاكم بلا رأفة"، دون أن يحدد العقوبة.
أضاف إيجئي أن رجال إنفاذ القانون "ملزمون بإحالة الجرائم الواضحة وأي نوع من الإخلال بالقانون الديني في الأماكن العامة إلى السلطات القضائية".
كان بيان لوزارة الداخلية، في 30 مارس/آذار 2023، قد وصف الحجاب بأنه "من ركائز حضارة الشعب الإيراني"، و"أحد المبادئ العملية للجمهورية الإسلامية" أنه لن يكون هناك "تراجع" في هذا الشأن.
حث البيان المواطنين على مجابهة النساء غير المحجبات، وكانت توجيهات مماثلة في عقود ماضية قد شجعت أنصار التيار المحافظ على مهاجمة النساء، وأظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع الأسبوع الماضي رجلاً يلقي باللبن (الزبادي) على امرأتين غير محجبتين في أحد المتاجر.
كذلك انتشرت كثيراً على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لنساء غير محجبات يقاومن شرطة الأخلاق.
ويخلع عدد متزايد من الإيرانيات الحجاب، منذ وفاة الشابة الكردية مهسا أميني، التي كان عمرها 22 عاماً، وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق، في سبتمبر/أيلول 2022، وكانت أميني محتجزة بتهمة انتهاك قواعد الحجاب.
أثارت وفاة أميني احتجاجات غاضبة بإيران، وردّت عليها قوات الأمن بالعنف، وعلى الرغم من المجازفة بتحدي قواعد الملبس الإلزامية، فإن النساء ما زلن يظهرن على نطاق واسع بلا حجاب في مراكز التسوق والمطاعم والمتاجر والشوارع في عموم البلاد.
يُذكر أنه بموجب تفسير الشريعة الإسلامية المعمول به في إيران منذ ثورة 1979، يُفرض على النساء تغطية شعورهن وارتداء ملابس طويلة وفضفاضة، وتواجه المخالفات التوبيخ العلني أو الغرامة أو الاحتجاز.
كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران، قد نشرت وثيقة، من 119 صفحة، توضح بالتفصيل سياسة الحجاب في الجمهورية الإسلامية، والرؤية من الحملة الحكومية الأخيرة لفرض حجاب النساء بشكل أكثر صرامة.
هذه السياسة التي تحمل اسم "مشروع الحجاب والعفة"، تم نشرها في 2021 على معظم الهيئات الحكومية الإيرانية، مع أمر بتنفيذ كل شرط من نصوصها، التي وافق عليها المجلس الأعلى للثورة الثقافية.