أصيب طفل بجروح في كتفه، بعد أن أطلق مستوطنٌ الرصاص الحي عليه في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، مساء الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، وذلك بعد ساعات من اقتحام واسع لقوات الاحتلال للمسجد الأقصى المبارك، حيث قطعت صلاة التراويح وقمعت المصلين وأخلت المسجد بشكل كامل بالقوة.
من جانبها، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن مسعفيها نقلوا الطفل خضر غراب (15 عاماً)، إلى المستشفى، بعدما أطلق مستوطنٌ الرصاص الحي عليه في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، وأصابه بجروح في يده.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل صوراً للطفل "غراب" تُظهر موقع الإصابة.
وبعد إخلاء المسجد الأقصى من المصلين بالقوة، شهدت أحياء البلدة القديمة في القدس مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال.
بحسب شهود عيان وفيديوهات تداولها ناشطون على مواقع التواصل، فقد طاردت قوات الاحتلال الشبان في أزقة البلدة، كما اعتدت على منازل المواطنين واقتحمتها.
تجدد الاقتحام للأقصى
وشهدت مدينة القدس ليلة ساخنة ثانية، بعد أن جددت قوات الشرطة الإسرائيلية اقتحامها للمسجد الأقصى، وقمعت المصلين قبل انتهاء صلاة التراويح، وأخلته من المعتكفين بالكامل باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي.
واقتحمت قوات كبيرةٌ المسجد الأقصى من بابي السلسلة والمغاربة قبل أن تنتهي صلاة تراويح اليوم الرابع عشر من رمضان، فيما منعت المصلين من إكمال صلاتهم، وحاصرت المصلى القبلي؛ لمنع أي محاولة للاعتكاف.
ولإخراج المصلين من الساحات ودفعهم نحو الأبواب، استخدمت قوات الاحتلال كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، كما استهدفت الشبان بالرصاص المطاطي.
وبعد منتصف ليل الثلاثاء، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى واعتدت على عدد كبير من المصلين والمعتكفين بالضرب، وأعلنت اعتقال 350 منهم، فيما أظهرت لقطات فيديو عناصر الاحتلال وهم يضربون عدداً من المصلين في باحة الأقصى وتقطع صلاتهم.
وتصاعدت حدة القمع الإسرائيلي للمصلين في المسجد الأقصى المبارك؛ خوفاً من انضمام أعداد كبيرة إلى المعتكفين بالمصلى القبلي، وسط دعوات للتصدي لاقتحامات المستوطنين في الصباح، والتي ارتفعت وتيرتها مع دخول موسم الأعياد اليهودية.
كما تصاعد التوتر في مدينة القدس وضواحيها، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو أواخر العام الماضي، والتي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".
توالي الإدانات ضد الاقتحام
فيما توالت إدانات دول عربية وإسلامية، الأربعاء، لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين المعتكفين بداخله.
وصدرت بيانات الإدانة عن كل من قطر ومصر والسعودية والأردن وتركيا وإيران، وسط حالة من التوتر، بسبب دعوات جماعات يهودية متطرفة إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح قرابين بمناسبة الأعياد اليهودية.
فيما أعربت الأمم المتحدة عن صدمتها من مشاهد اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين داخل المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، فيما دعا اجتماع طارئ للجامعة العربية، مجلس الأمن الدولي إلى إيقاف جرائم إسرائيل بحق المسجد الأقصى.
في الوقت ذاته، طالبت فلسطين بتحرك عربي ودولي لوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، حيث قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الأربعاء، إن "اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال، والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية، يتطلبان التحرك العاجل فلسطينياً وعربياً ودولياً".