أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023، بوقوع إصابات في المسجد الأقصى جراء مواجهات بين المصلين المعتكفين وقوات الشرطة الإسرائيلية، وأظهرت لقطات مصورة اقتحام الاحتلال المصلى القبلي بالمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين بالضرب واعتقال عدد منهم.
في حين نقل مراسل رويترز عن شهود قولهم إن مئات المصلين لبوا دعوة من القوى والفصائل الوطنية والإسلامية للاعتكاف في المسجد للتصدي لدعوات جماعات يهودية لاقتحام المسجد غداً الأربعاء، بمناسبة الأعياد اليهودية.
من جهة أخرى، قالت مراسلة الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي حاولت الليلة إخراج معتكفين بالقوة من داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى المبارك، وهو ما أدى إلى وقوع إصابات.
أضافت المراسلة، في نبأ عاجل عند منتصف ليل الثلاثاء، أن شرطة الاحتلال أطلقت قنابل الصوت داخل المسجد القبلي، من خلال النوافذ، بعد أن حطمت عدداً منها، كما قامت قوات الاحتلال باقتحام العيادة الطبية الملاصقة للمسجد القبلي في المسجد الأقصى.
في حين أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن وجود إصابات جراء الاقتحام.
الاحتلال يعتقل العشرات
في السياق ذاته، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت عشرات الأشخاص ممن تحصنوا داخل المسجد وتم إجلاؤهم وفق النظام، على حد تعبيرها. وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، أصيب طفل فلسطيني، برصاص قوة إسرائيلية في بلدة سلوان بالقدس الشرقية وذلك قبل اعتقاله.
من جانبها، نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن من وصفتهم بمشتبه بهم ألقوا الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارة شرطة في القدس الشرقية، مضيفة أنه تم اعتقال فتى فلسطيني (15 عاماً) من بلدة سلوان، دون التطرق لإصابته.
في حين قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن الطفل المصاب تم اعتقاله واقتيد لتلقي العلاج الطبي وهو في حالة مستقرة، دون ذكر تفاصيل إضافية عن حالته.
جاء ذلك بالتزامن مع تزايد التوترات بالحرم القدسي الشريف، حيث تحصن مئات المقدسيين داخل المصلى القبلي في المسجد الأقصى، منذ مساء الثلاثاء.
كانت فصائل فلسطينية، قد دعت إلى تصعيد "الاشتباك" رداً على استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية ومدينة القدس. جاء ذلك في بيانات منفصلة صدرت عن فصائل، ووصل الأناضول نسخ عنها، تعقيباً على مقتل فلسطينيين برصاص إسرائيلي في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية.
الفصائل تدعو للاشتباك مع الاحتلال
قالت حركة "حماس"، إن "تصعيد جرائم الاحتلال والاستخفاف بالدم الفلسطيني يستدعي تصعيد الاشتباك مع قوات الاحتلال". وأضافت: "شبابنا الثائر متجهزون للرد على الجريمة، ومتأهبون للدفاع عن أهلنا ومسجدنا الأقصى في ظل العدوان المتواصل".
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن "دماء الشهداء ستشعل مزيداً من أتون المواجهة وتصعيد المقاومة ثأراً وانتقاماً". وطالبت بـ"المزيد من الوحدة والتلاحم لرد الهجمة التي تستهدف الأرض والمقدّسات".
من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن "الرد على هذه الجريمة والتصعيد المتواصل، يتطلب من الجميع تصعيد المقاومة بأشكالها كافة". وأضافت: "تصاعد جرائم الاحتلال يتطلب الوحدة الميدانية الشاملة وموقفاً فلسطينياً موحداً يتمسك بحقوق الشعب".
في وقت سابق الإثنين، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن "استشهاد مواطنين برصاص الاحتلال"، خلال اقتحام الأخير مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية.
كانت إذاعة صوت فلسطين (حكومية) قد قالت إن القوات الإسرائيلية اقتحمت أطراف البلدة القديمة في نابلس، وداهمت شقة سكنية وخربت محتوياتها. وأشارت إلى انسحاب القوة الإسرائيلية من المدينة، بعد اعتقال شابين.
بدورها، قالت مجموعات "عرين الأسود" المسلحة في نابلس، في بيان وصل الأناضول إنها اشتبكت مع القوات الإسرائيلية "بطلقات من الرصاص والعبوات محلية الصنع".
الاحتلال يقتحم مدينة نابلس
كما قال شهود عيان للأناضول إن قوة إسرائيلية اقتحمت حي المخفية بمدينة نابلس، فاندلعت اشتباكات مسلحة ومواجهات مع الشبان الفلسطينيين، استخدم فيها الجيش الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية.
بذلك يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بداية العام إلى "94 شهيداً، بينهم 17 طفلاً وسيدة، وشاب من بلدة حورة في النقب داخل أراضي الـ48″، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".