سادت حالة من الغضب في أوساط العرب بإسرائيل، الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023 بعد الكشف عن مقطع مسرب لقائد الشرطة يعقوب شبتاي، يزعم فيه أن "جرائم القتل تعكس طبيعة العرب وعقليتهم"، في الوقت الذي اعتقلت فيه الشرطة الإسرائيلية، مستوطنين اثنين من حركة يهودية متطرفة في القدس الشرقية، وبحوزتهما قربان كانا يخططان لذبحه في المسجد الأقصى عشية عيد الفصح اليهودي، بحسب إعلام عبري.
بحسب القناة (12) الإسرائيلية الخاصة، التقى شبتاي بوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الأسبوع الماضي لبحث مسألة تزايد جرائم القتل في المجتمع العربي. وخلال اللقاء قال بن غفير إن جرائم القتل في المجتمع العربي "تتجاوز كل الخطوط الحمراء".
ليرد شبتاي، وفق التسجيل المسرب: "لا يمكن فعل شيء حيال ذلك، إنهم (فلسطينيي 48) يقتلون بعضهم بعضاً، إنها طبيعتهم، هذه هي عقلية العرب".
في حين تم نشر التسريب، إثر اعتراض شبتاي على إقامة "حرس وطني" تحت إشراف وزير الأمن القومي.
الشرطة الإسرائيلية غاضبة من التسريب
في ما أعربت الشرطة الإسرائيلية عن غضبها من تسريب اللقاء، وقالت في بيان: "الشرطة مندهشة من قيام الوزير ومكتبه بتسجيل محادثات شخصية بينه وبين المفوض (قائد الشرطة)".
كما قالت إنها "غاضبة من إخراج الأمور عن سياقها في محادثة تناولت أنماط السلوك في المجتمع العربي التي لا تكشف عن هوية القتلة، حتى عندما يعرفها أقارب الضحايا". وأضافت أن هذا التصرف "يضع قدرة الشرطة على إبلاغ الوزير (بالمستجدات) دون خوف من إفشاء المصادر وتشويه المعلومات، في محل شك".
في حين أثارت تصريحات شبتاي حالة من الغضب في الأوساط العربية السياسية بإسرائيل.
حيث كتب عضو الكنيست (البرلمان) أيمن عودة رئيس قائمة "الجبهة العربية للتغيير" (5 مقاعد من أصل 120 بالكنيست): "عدد القتلى الفلسطينيين في إسرائيل هو 7 أضعاف عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا في الضفة الغربية وغزة والأردن نتيجة للجريمة".
أضاف في تغريدة على تويتر: "هذه ليست طبيعة الفلسطينيين، إنها طبيعة المؤسسة العنصرية". وقال عودة: "في أي مكان في العالم، كان ليتم إقالة مفوض عنصري مثل شبتاي في التو. شبتاي- استقل".
تصريحات مخزية وعنصرية
من جانبه، وصف زميله في القائمة أحمد الطيبي تصريحات قائد الشرطة بـ"المخزية والعنصرية".
قال في تغريدة على تويتر: "شرطة عنصرية وعنيفة، يشرف عليها مهرج (في إشارة إلى بن غفير)، كل ما يهمه هو دق إسفين للمفوض". وأضاف الطيبي: "سيظل المواطنون العرب يموتون. ليس لديهم شرطة لحمايتهم. سيستمر الأطفال في التعرض للقتل".
مضى بقوله: "قتل العرب آخر ما يزعج الوزير بن غفير، العربي يمارَس ضده التمييز في حياته وفي موته".
في سياق متصل، يعيش بإسرائيل 2.037 مليون مواطن عربي، يشكلون ما نسبته 21.1% من إجمالي عدد السكان المقدر بنحو 9.656 مليون، بحسب آخر إحصاء رسمي إسرائيلي.
يذكر أنه ومنذ بداية العام 2023، شهد المجتمع العربي في إسرائيل 42 جريمة قتل، ما يمثل ضعف الجرائم التي وقعت خلال الفترة نفسها من العام الماضي (21 جريمة قتل).
حيث يتهم العرب الشرطة الإسرائيلية بالتقاعس عن مواجهة الظاهرة، وعدم اعتقال القتلة.
بحسب معطيات نشرها موقع "عرب 48″، فكّت الشرطة رموز أقل من 5% من جرائم القتل في المجتمع العربي خلال الربع الأول من العام الجاري، مقابل 83% في المجتمع اليهودي.
اعتقالات تطال مستوطنين
في سياق موازٍ، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، مستوطنين اثنين من حركة يهودية متطرفة في القدس الشرقية، وبحوزتهما قربان كانا يخططان لذبحه في المسجد الأقصى عشية عيد الفصح اليهودي، بحسب إعلام عبري.
حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن الشرطة اعتقلت ناشطين من حركة "عائدون لجبل الهيكل" في منطقة باب الأسباط، أحد أبواب المسجد الأقصى وبحوزتهما "جدي" خططا لذبحه كـ"قربان الفصح"، الأربعاء.
فيا يبدأ عيد الفصح اليهودي اعتباراً من غروب شمس غدٍ الأربعاء 5 أبريل/نيسان ويستمر حتى 12 من الشهر ذاته.
كانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضاً دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته.
كانت الحركة المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيكل (5611 دولاراً) لمن يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي الشريف. كما رصدت الحركة مبلغ خمسة آلاف شيكل (1400 دولار) لأي يهودي يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي، بحسب المصدر ذاته.
فيما دعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصراً وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.
حماس تحذر من التصعيد بالأقصى
في السياق، حذرت حركة "حماس"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد الفصح اليهودي، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
جاء ذلك في بيان لحازم قاسم الناطق باسم "حماس"، و تصريحات لجميل مزهر، نائب الأمين العام للجبهة الشعبية، على هامش مأدبة إفطار نظمتها الجبهة في مدينة غزة لأهالي فلسطينيين قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي.
قال قاسم إن "إصرار الاحتلال على اقتحام الأقصى سيؤدي إلى انفجار الأوضاع". وأضاف: "الاحتلال مصر على تصعيد حربه الدينية على الأقصى". وتابع: "ما يجري بحق المسجد الأقصى عدوان ممنهج من قبل الاحتلال بهدف تطبيق التقسيم الزماني والمكاني".
من جانبه، قال مزهر: "رسالتنا للعدو بأن أي محاولةٍ للتصعيد في القدس أو استباحة المسجد الأقصى وذبح ما يُسمى بالقرابين ستكون بمثابة شرارة انفجارٍ شاملٍ للأوضاع". وذكر أن "تصعيد خيار المقاومة وتصعيد الكفاح ضد الاحتلال بكل الوسائل والأشكال والأساليب سيبقى خياراً ثابتاً وأصيلاً على رأس أولويات الجبهة الشعبية".
يذكر أن "منظمات الهيكل" المزعوم، أقامت محاكاة لقربان الفصح اليهودي، في ساحة "مركز ديفيدسون" الواقعة عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى.
حيث قالت صحيفة "هآرتس" العبرية وقتها، إن هذه المراسم تم خلالها ذبح عنزة صغيرة وسلخها من أجل تدريب المستوطنين؛ استعداداً لتقديم القربان الحقيقي في المسجد الأقصى عشية عيد الفصح، وذلك بمشاركة العشرات من الحاخامات المتطرفين.
في حين تشهد مدينة القدس الشرقية وضواحيها تزايد التوتر منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو أواخر 2022 والتي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".