أفادت صحيفة The Telegraph البريطانية بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أقال أحد كبار جنرالاته، الذين يقودون القوات الروسية في أوكرانيا، بعد هجوم في مدينة فوهليدار انتهى بتدمير عشرات الدبابات، بحسب ما نشرته الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023.
فيما قالت صحيفة The Moscow Times إن الفريق رستم مرادوف أُقيل في أعقاب الهجوم الكارثي، وذلك نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع.
في حديثه مع الصحيفة الروسية، قال المحلل العسكري مايكل كوفمان: "جعل مرادوف الجيش يشن هجوماً متكرراً في تشكيلات ميكانيكية صغيرة عبر حقول الألغام، وحول التضاريس المفتوحة.. ولم يحققوا شيئاً في فوهليدار".
إذ يُقال إن معركة فوهليدار، التي تبعد حوالي 100 ميل جنوب غرب باخموت، جسدت واحدة من الهزائم الأشد إحراجاً التي عانت منها موسكو في الحرب، حيث أشارت تقارير إلى أن القوات الروسية خسرت 130 مركبة مدرعة.
وأفادت تقارير في الأسبوع الماضي بأن الكرملين كان يفكر في تغيير كبار قادته، فيما كشف تقرير لصحيفة Financial Times البريطانية أن الأجهزة الأمنية في روسيا تصادر حالياً جوازات سفر كبار المسؤولين ومديري الشركات الحكومية لمنعهم من السفر إلى الخارج، بسبب القلق العميق من حدوث انشقاقات عن نظام الرئيس فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة، في تقرير نشرته الإثنين 3 أبريل/نيسان، عن أشخاص مطلعين على الأمر أن السلطات الأمنية الروسية، ومع استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا، شددت إجراءات السفر داخل القطاع الحكومي، وأجبرت بعض الشخصيات البارزة ومسؤولين سابقين على تسليم وثائق سفرهم.
يعكس الضغط المتزايد شكوكاً عميقة في الكرملين والمخابرات الروسية، حول ولاء النخبة المدنية الروسية، الذين يعارض الكثير منهم بشكل خاص الحرب في أوكرانيا ويغضبون من تأثيرها على أنماط حياتهم، وفق ما ذكرته الصحيفة البريطانية.
خلافات مع طباخ بوتين!
في سياق متصل، أفادت تقارير مؤخراً بوجود خلافات بين الجيش الروسي وقوات فاغنر الخاصة التي أسسها ويترأسها يفغيني بريغوجين، الملقب بطباخ بوتين.
ونقلت وكالة بلومبرغ الأمريكية عن أشخاص مطلعين، الخميس 24 مارس/آذار 2023، أن مؤسس مجموعة فاغنر الروسية، يفغيني بريغوجين، يسعى إلى تقليص عمليات قواته الخاصة في أوكرانيا، وذلك بعد أن نجح قادة الجيش الروسي في قطع الإمدادات الرئيسية عنه من الرجال والذخيرة.
وقالت الوكالة إن المؤسسة الأمنية والسياسية في روسيا باتت تنظر إلى بريغوجين على أنه "تهديد متزايد"، ولذلك فهو يعاني من نقص في القوى العاملة والذخيرة في أوكرانيا، بعد أن مُنع من تجنيد نزلاء السجون الذين يمثلون مصدره الأساسي للتجنيد، وحرم من الإمدادات.
وحتى الآن فشلت قوات فاغنر في السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية التي تعتبر هدفها الرئيسي، رغم مرور شهور من المحاولات والخسائر الفادحة، بحسب الصحيفة.
يُذكر أن رئيس مجموعة فاغنر عبّر، مطلع مارس/آذار الجاري، عن "قلقه" من نقص الإمدادات من الذخيرة لمقاتليه والجيش الروسي بالكامل، لافتاً إلى أنه فتح 58 مركزاً للتجنيد في 42 مدينة روسية، إذ يهدف إلى إعادة بناء قواته التي تتكبّد خسائر فادحة في شرق أوكرانيا.
وتقف مجموعة فاغنر في الخطوط الأمامية للقتال الهادف إلى السيطرة على مدينة باخموت الأوكرانية، في حين اعترف رئيس المجموعة بريغوجين بنفسه بأن العديد من مقاتليه لقوا حتفهم هناك.
وفي الأسابيع الأخيرة، ظهرت توترات بين هيئة الأركان العامة ورئيس فاغنر، في حين لم تحقّق روسيا خلال هجومها في دونباس سوى تقدّم طفيف.
يُذكر أن الجيش الروسي أطلق في 24 فبراير/شباط 2022، ما سماها "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات على موسكو من قِبل دول الغرب، التي واصلت دعمها العسكري لأوكرانيا دون توقف، بعد مرور أكثر من عام على الهجوم.