أدانت دول عربية وإسلامية، الأربعاء 5 أبريل/نيسان 2023، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين المعتكفين بداخله، وتوقيف أعداد كبيرة من الفلسطينيين الذين لجأوا إلى المصلى القبلي، وفق ما نقلت وكالة "صفا" الفلسطينية.
وصدرت بيانات الإدانة عن كل من قطر ومصر والسعودية والأردن وتركيا وإيران، وسط حالة من التوتر، بسبب دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى وذبح قرابين بمناسبة الأعياد اليهودية.
وبعد منتصف الليل اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المصلى القبلي بالمسجد الأقصى واعتدت على عدد كبير من المصلين والمعتكفين بالضرب، وأعلنت اعتقال 350 منهم، فيما أظهرت لقطات فيديو عناصر الاحتلال وهم يضربون عدداً من المصلين في باحة الأقصى وتقطع صلاتهم.
إدانات عربية وإسلامية
بدورها، قالت الخارجية القطرية: "ندين بأشد العبارات اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين".
فيما أصدرت الخارجية المصرية بياناً تدين فيه اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، وتطالب بالوقف الفوري للاعتداءات على المصلين.
من جانبها، قالت الخارجية السعودية: "ندين الاقتحام الإسرائيلي السافر للمسجد الأقصى، ونعبر عن رفضنا القاطع لهذه الممارسات التي تقوض جهود السلام".
كذلك قالت الخارجية الأردنية إنها تدين اقتحام المسجد الأقصى، وتحمل إسرائيل مسؤولية تبعات التصعيد الذي يقوض جهود تحقيق التهدئة.
في السياق، أدانت وزارة الخارجية التركية "بشدة انتهاك قوات الأمن الإسرائيلية حرم المسجد الأقصى ووضعه الراهن، واقتحامها المسجد الأقصى ومداهمة المصلى القبلي، واعتقال عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين".
وشدد البيان على أن هذه الاعتداءات التي تطال المصلين في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك "غير مقبولة بأي حال من الأحوال".
أضاف: "نحن قلقون جداً من التصعيد الذي امتد بالفعل إلى المنطقة، وخاصة قطاع غزة. وعلى الحكومة الإسرائيلية أن توقف فوراً أي تحريض واعتداءات قد تؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة".
من جانبها، طالبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيان، الدول الإسلامية برد فوري على اقتحام الأقصى والاعتداء على المصلين فيه.
فلسطين تطالب بتحرك دولي
في الوقت ذاته، طالبت فلسطين بتحرك عربي ودولي لوقف العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، حيث قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الأربعاء، إن اقتحام المسجد الأقصى من قبل قوات الاحتلال، والاعتداء على المصلين بهذه الوحشية، يتطلب التحرك العاجل فلسطينياً وعربياً ودولياً".
وشدد الشيخ على ضرورة "وضع الجميع أمام مسؤولياته في حماية المقدسات والمصلين من بطش الاحتلال"، لافتاً إلى أن "القيادة الفلسطينية تجري اتصالات مكثفة مع الأشقاء (العرب) والعديد من دول العالم لوقف هذا العدوان".
وتصاعد التوتر بمدينة القدس وضواحيها منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الأخيرة برئاسة بنيامين نتنياهو، أواخر العام الماضي، والتي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".
قصف على غزة
من جانب آخر، وتزامناً مع التصعيد الإسرائيلي، وسط دعوات يهودية لاقتحام الأقصى، قصفت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، صباح الأربعاء، عدة مواقع في قطاع غزة المحاصر.
وأفادت "قدس برس" المحلية أن طائرات حربية من نوع "إف 16" حلقت صباح اليوم، على ارتفاعات منخفضة في أجواء مدينة غزة، وقصفت موقع "أبو جراد" التابع للمقاومة الفلسطينية.
أضافت أن "طائرات حربية قصفت موقعاً آخر للمقاومة غربي مخيم النصيرات للاجئين الفلسطينيين، وسط القطاع، كما استهدفت موقع بدر، غربي مدينة غزة، بعدد من الصواريخ".
في حين أطلقت مدفعية الاحتلال عدداً من القذائف تجاه نقطة رباط متقدمة للمقاومة شرقي مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وتسبب القصف في أضرار جسيمة في المواقع المستهدفة، دون تسجيل أي إصابات في الأرواح، وفق المصدر ذاته.
بدورها، ردت قوات المقاومة في غزة بإطلاق صواريخ أرض جو المحمولة على الكتف من القطاع، فيما لم تسفر الغارات عن وقوع إصابات بحسب مصادر طبية.
ونددت حركة حماس باقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى، واصفة الحدث بأنه "جريمة غير مسبوقة"، حيث دعا إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، فجر الأربعاء، الفلسطينيين للتوجه إلى القدس لـ"حماية" المسجد الأقصى.
وقد شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات انطلقت في مدن قطاع غزة، حيث أشعلوا إطارات السيارات ورددوا هتافات تنادي بضرورة "نصرة الأقصى".
دعوات لذبح القرابين في الأقصى
وتتصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي تزامناً مع عيد الفصح اليهودي، الذي يبدأ اليوم الأربعاء، ويستمر حتى 12 أبريل/نيسان الجاري، ويدعو فيه اليهود المتطرفون إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح قرابين داخل باحاته.
وكانت جماعات الهيكل المزعوم قد دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بالتزامن مع بداية الفصح، إلا أن هذا العام شهد أيضاً دعوات مكثفة لذبح قرابين العيد داخل باحاته، بحسب الأناضول.
والإثنين 3 أبريل/نيسان، ألقت الشرطة القبض على الناشط اليميني رفائيل موريس، رئيس الحركة المتطرفة، للاشتباه في محاولته تقديم قرابين عيد الفصح في الحرم القدسي، على ما أفادت وقتها القناة السابعة الإسرائيلية.
وكانت الحركة المتطرفة قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف شيكل (5611 دولاراً) لمن يتمكن من ذبح "قربان الفصح" داخل الحرم القدسي الشريف، كما رصدت الحركة مبلغ 5 آلاف شيكل (1400 دولار) لأي يهودي يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي، بحسب المصدر ذاته.
كما دعت المستوطنين للتجمع ما بين الساعة 15:50 عصراً وحتى الساعة 7 مساء الأربعاء، عند الأقصى، لتقديم القرابين.
وحذرت حركة "حماس"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، من أن التصعيد في المسجد الأقصى وذبح القرابين خلال عيد الفصح اليهودي، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع.
والأحد، 2 أبريل/نيسان الحالي، أقامت "منظمات الهيكل" المزعوم محاكاة لقربان الفصح اليهودي، في ساحة "مركز ديفيدسون" الواقعة عند السور الجنوبي للمسجد الأقصى.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية وقتها، إن هذه المراسم تم خلالها ذبح عنزة صغيرة وسلخها، من أجل تدريب المستوطنين، استعداداً لتقديم القربان الحقيقي في المسجد الأقصى عشية عيد الفصح، وذلك بمشاركة العشرات من الحاخامات المتطرفين.
وبحسب العقيدة اليهودية، تم التضحية بـ"قربان الفصح" قبل بضع ساعات من ضربة موت الأبكار- آخر الضربات العشر، عشية خروج الإسرائيليين من مصر، كرمز للخلاص، وتقرر بعد ذلك تقديمها كل عام.
وتشهد مدينة القدس الشرقية وضواحيها تزايد التوتر، منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نتنياهو أواخر العام الماضي، والتي يصفها إعلام عبري بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل".