هاجم الرئيس التونسي قيس سعيد، من يتحدث عن "شغور" في منصب رئاسة الجمهورية، بعد أيام من تغيبه عن الظهور مما أثار جدلاً داخل البلاد حول وضعه، واصفاً من يتحدثون عن ذلك بأنهم وصلوا إلى "حالة من الجنون".
تصريحات سعيد جاءت مساء الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023، خلال لقائه برئيسة الوزراء نجلاء بودن، ونشرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية اللقاء مصوراً على فيسبوك.
وقال سعيد: "قالوا هناك حالة شغور (في الرئاسة). شخّصوا الداء وقدموا وصفات الدواء، وقدّموا الأرقام والتحاليل التي لا علم لي بها أصلاً، وتحدثوا حتى صباح اليوم عن حالة من حالات الشغور والفراغ، لأن هذا هدف بالنسبة لهم. هؤلاء لا يثيرون إلا الازدراء والاحتقار".
أضاف أن هناك جهات تسعى إلى خلق الأزمات في تونس "أزمة وراء أزمة"، مشيراً إلى أن المسّ بالسلم الأهلي في تونس "أمر غير مقبول".
وتابع بالقول: "يتحدّثون عن ضرورة اعتلاء الجيش الحكم. هناك دولة وقانون، ولا بدّ أن تقضي المحاكم في الدعوة إلى الانقلاب على السلطة". وأضاف: "تقريباً الشغور في رؤوسهم الفارغة إلا من التكالب على السلطة'".
وخاطب رئيسة الحكومة بالقول: "ماضون في تحقيق آمال شعبنا، وتجمُّع من كانوا متعادين سابقاً ليكونوا جنباً إلى جنبٍ اليوم (يقصد الأحزاب المعارضة)، لن يثنينا أو يعطل إرادتنا بأن يعيش شعبنا مكرَّماً كما أراد واختار".
غياب أثار جدلاً
ومنذ 23 مارس/آذار الماضي، غاب الرئيس التونسي عن أي ظهور رسمي، وسط تقارير تحدثت عن تعرضه لوعكة صحية، ما أثار جدلاً على مواقع التواصل وبين التونسيين، في ظل غياب أي توضيح رسمي، وزاد ذلك مع رفض وزير الصحة التونسي الإدلاء بأي تصريح بخصوص حقيقة "مرض الرئيس التونسي".
حيث رفض وزير الصحة التونسي، علي مرابط، الأحد 2 أبريل/نيسان 2023، التعليق على الأنباء المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن صحة سعيّد، واختار الوزير التزام الصمت عند سؤاله عن خبر مرض الرئيس التونسي، وفق ما ذكرته صحيفة "المونيتور".
بينما شارك العديد من مستخدمي فيسبوك، إضافة إلى بعض معارضي قيس سعيد، أخباراً تشير إلى مرض الرئيس التونسي، مما منعه من ممارسة أنشطته المعتادة. ولم يظهر سعيد علناً منذ 22 مارس/آذار الماضي، عندما زار منطقة باب سويقة في العاصمة تونس.
المعارضة تحذر من فراغ دستوري
كما طالبت جبهة "الخلاص الوطني" المعارضة في تونس، الإثنين 3 أبريل/نيسان، الحكومة بالكشف عن أسباب عدم ظهور رئيس البلاد قيس سعيد، منذ 23 مارس/آذار الماضي.
حيث قال رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس: "نطالب الحكومة بأن تواجه الرأي العام لتقول إن كانت هناك أسباب صحية جعلت الرئيس يغيب عن الأنظار".
أضاف الشابي أن "الجبهة بلغها أن سعيّد تعرض لوعكة صحية منذ اليوم الأول لغيابه في 23 مارس/آذار الجاري، ولكن الآن الغموض كبر حول هذا الغياب". وتابع: "ما زاد في الغموض هو رفض وزير الصحة الإجابة الأحد، عن أسئلة الصحفيين حول هذا الموضوع".
كما ذكر الشابي أن "رئاسة الدولة مركز حيوي في الحياة الوطنية والانقلاب (إجراءات 25 يوليو/تموز 2021 التي اتخذها الرئيس سعيّد) جعلها المركز الوحيد للسلطة". وأشار إلى أنه "إذا كانت أسباب الغياب مؤقتة فالدستور الجديد يفوض السلطات لرئيسة الحكومة".
بينما قال: "أما إذا كان الشغور دائماً فهنا الطامة الكبرى، بعد أن رفض سعيّد سابقاً إمضاء قانون المحكمة الدستورية. والدستور الجديد يفترض تولي منصب الرئاسة رئيس المحكمة الدستورية بصفة مؤقتة، وهذا غير موجود حالياً".
أضاف الشابي: "هناك فراغ دستوري مخيف، ولن ننتظر حتى تحل قوة من القوى هذا المشكل، فلا بد من إطلاق مشاورات وطنية لحل المشكلة وإيجاد آلية للانتقال السلس للسلطة".