قال مكتب الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023، إن البلاد ستصبح عضواً رسمياً في حلف شمال الأطلسي (الناتو) غداً الثلاثاء، وذلك بعد قرار تركيا المصادقة على انضمام فنلندا إلى الحلف، وموافقة بقية دول الأعضاء البالغ عددهم 30 دولة.
كان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، قد قال الجمعة 31 مارس/آذار 2023 إن فنلندا ستنضم رسمياً للحلف العسكري الغربي في غضون أيام، وأضاف أن جميع دول الحلف، وعددها 30 دولة، صادقت على بروتوكول الانضمام.
يأتي انضمام فنلندا إلى حلف الأطلسي في وقت لا تزال فيه الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة، وكانت موسكو قد حذرت في وقت سابق، من أنه في حال انضمت فنلندا والسويد إلى حلف الناتو فإن روسيا ستنشر أسلحة نووية قرب دول البلطيق والدول الإسكندنافية.
تعد عملية حصول فنلندا على موافقة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الانضمام إلى التكتل بصفتها العضو الحادي والثلاثين، واحدة من أسرع إجراءات العضوية في تاريخ الحلف الممتد على 74 عاماً.
كانت فنلندا قد ساهمت في العديد من مهام "الناتو" خلال الحرب الباردة (1947-1953) وتعاونت مع الحلف في العديد من القضايا باعتبارها "دولة شريكة" منذ عام 1994.
مؤخراً، تخلت الحكومة الفنلندية عن مبدأ الحياد الذي التزمت به البلاد لسنوات، تجاوباً مع التغيرات الأمنية في أوروبا عقب بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.
تقدمت فنلندا التي تمتلك حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وجارتها السويد، بطلب رسمي للحصول على عضوية الناتو في 18 مايو/أيار 2022، من خلال تسليم طلب الانضمام إلى الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ.
أعقب ذلك، توجيه قمة الناتو التي عقدت في العاصمة الإسبانية مدريد ما بين 28-30 يونيو/حزيران 2022، دعوة للبلدين للانضمام رسمياً إلى عضوية الحلف.
وفي 5 يوليو/تموز 2022، وقعت دول الناتو على بروتوكول الانضمام، وبدأ مسؤولو السويد وفنلندا بالمشاركة في اجتماعات الناتو بصفتهما "دولتين مدعوتين للانضمام".
بعد تصديق 30 عضواً في الناتو على طلب هلسنكي، ستتلقى فنلندا ضمانات أمنية وفقاً للمادة 5 من معاهدة الحلف والتي تنص على أن "الهجوم على أي عضو من أعضاء الحلف يعتبر بمثابة هجوم على جميع الأعضاء".
سبق أن تلقت فنلندا ضمانات أمنية من دول في الناتو مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لكن رغم تلك الضمانات إلا أن التصديق على العضوية الكاملة لفنلندا في الحلف كان الملف الأهم على جدول أعمال هلسنكي.
ولقبول بلد ما في حلف شمال الأطلسي، يتوجب على جميع الأعضاء الموافقة على بروتوكول الانضمام، وبمصادقة البرلمان التركي على طلب فنلندا تكون هلسنكي قد استوفت جميع شروط الانضمام.
كذلك ورغم موافقة 30 دولة في الحلف على الطلب الفنلندي، إلا أن العضوية الكاملة في الناتو لا تزال بحاجة إلى بعض الإجراءات الخاصة، لتصبح العضو الحادي والثلاثين.
فبحسب الإجراءات المتبعة، يُطلب من الدول التي أكملت إجراءات التصديق الخاصة بها إخطار الولايات المتحدة، استناداً إلى اتفاقية واشنطن، بقبولها انضمام العضو الجديد.
بدورها، تقوم وزارة الخارجية الأمريكية بإخطار الأمين العام لحلف الناتو باستيفاء فنلندا شروط العضوية، ليقوم بعدها الأخير بإرسال خطاب دعوة للحصول على العضوية الكاملة إلى فنلندا.
فنلندا بدورها سترسل إلى الولايات المتحدة وثيقة القبول الخاصة بها موقعة من وزير الخارجية المفوض من قبل الرئيس، وبعد وصول وثيقة القبول الفنلندية إلى الخارجية الأمريكية، ستصبح فنلندا رسمياً العضو الحادي والثلاثين في الناتو، ويتم رفع العلم الفنلندي بجوار أعلام الدول الحليفة الأخرى في مقر الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل.