يتوجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الإثنين 3 أبريل/نيسان 2023، إلى ولاية نيويورك، ليمثل أمام محكمة، يوم الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023، لإبلاغه رسمياً بتوجيه تهمة جنائية إليه، في قضية دفع أموال لنجمة أفلام إباحية مقابل شراء صمتها، وذلك في حدث غير مسبوق لرئيس أمريكي سابق.
قد يكون ترامب، الملياردير والجمهوري البالغ من العمر 76 عاماً، أوّل رئيس سابق أو في المنصب يُوجَّه إليه الاتّهام بارتكاب جناية، وذلك على أعتاب الانتخابات الرئاسيّة التي يسعى ترامب إلى خوضها في 2024، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
المدعي العام في مانهاتن ألفين براغ، الذي يتبع مكتبه لقضاء ولاية نيويورك، أعلن التهمة رسمياً إلى الرئيس السابق الطامح للعودة إلى البيت الأبيض، في قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.
يقول مساعدو ترامب، إن الأخير سيتوجه من منزله في "مار أي لاغو" في فلوريدا، ليغادر إلى نيويورك لـ"تسليم نفسه".
هناك، وفي إطار الإجراءات المتوقعة لتوجيه التهمة الجنائية له، سيخضع الرئيس الأمريكي السابق لإجراءت الحجز المعتادة، عبر أخذ بصماته والتقاط صورته، التي قد تؤدي لواحدة من أشهر الصور الجنائية في العصر الحديث.
من المتوقع أيضاً أن يدلي ترامب بتصريحات علنية، مساء الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2023، في الساعة 8:15 من فلوريدا، وكان ترامب قد ندد بالاتّهام "الزائف والمخزي" الذي اعتبر أنّه من تدبير الديموقراطيين قبل الحملة الرئاسية.
وصف ترامب الملاحقات القضائية بحقّه بأنها "حملة اضطهاد"، موجّهاً انتقادات للقاضي المكلّف بالنظر فيها.
تأهب في نيويورك
من جانبها، وضعت السلطات في ولاية نيويورك شرطة الولاية في "حالة تأهب" قبل مثول ترامب أمام المحكمة، وتجمع متظاهرون معارضون لترامب أمام برج ترامب في مانهاتن بنيويورك في 31 مارس/آذار 2023.
أمرت شرطة مدينة نيويورك، التي تضم 36 ألف شرطي و19 ألف مدني، يوم الجمعة 31 مارس/آذار 2023، كل عناصرها وضباطها بالانتشار بلباسهم الرسمي على الطرق العامة ولمدة أسبوع، بحسب مصادر في الشرطة تحدثت لتلفزيون "إن بي سي".
تُشير الوكالة الفرنسية، إلى أنه لا معلومات بشأن الإجراءات القضائية المتوقّعة يوم غدٍ الثلاثاء في مانهاتن، حيث تتهيّأ الشرطة ووكالات إنفاذ القانون لتظاهرات احتجاجية وأخرى مضادّة.
من جانبه، رفض محامي ترامب جو تاكوبينا التّهم المرتقب توجيهها لموكّله، ووصفها بأنها أشبه بسيناريو في "عالم مقلوب رأساً على عقب"، وقال في تصريح لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية "إنها قضية اضطهاد سياسي".
أضاف تاكوبينا: "صدقاً لا أعلم كيف ستجري الأمور، آمل أن تسري بما أمكن من سلاسة"، مشيراً إلى أنه يتوقّع أن يكون أكثر اطّلاعاً، الإثنين.
كذلك لفت محامي ترامب إلى أنه لا يتوقّع أن يجبر موكّله على الظهور مكبّل اليدين أمام وسائل الإعلام، مشيراً إلى أن الرئيس السابق سيكون بحماية وكالة الخدمة السرية المكلفة عادة بحماية الرئيس، وأعرب عن أمله بأن تجري الأمور "بما أمكن من رقي".
والشاهد الأساسي في الملف، هو محامي ترامب السابق مايكل كوهين الذي أصبح عدوه اللدود، وهو الذي دفع المبلغ لستورمي دانيالز عام 2016، وأعيد تسديده له لاحقاً.
ليست هذه القضية الوحيدة التي يواجهها ترامب، فهناك قضية الهجوم الذي شنّه حشد من أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021.
من أبرز القضايا التي تلاحق ترامب أيضاً، الاتّهامات الموجّهة إليه بممارسة ضغوط على المسؤولين عن العملية الانتخابات في ولاية جورجيا في 2020، وتحقيق بشأن طريقة تعامله مع أرشيف البيت الأبيض.
التفّ الجمهوريون صفاً واحداً حول ترامب للرئاسة، جاعلين منه ضحية في مقابلاتهم وتغريداتهم وبياناتهم، ومن بين هؤلاء خصمه لنيل الترشيح الجمهوري رون ديسانتيس الذي ندد بتهم "مخالفة لقيم أمريكا".
لكن الجمهوري آسا هاتشينسون، الحاكم السابق لولاية أركنساس في جنوب الولايات المتّحدة، الذي أعلن ترشحه الأحد للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لخوض السباق الرئاسي، طرح تساؤلات جدية حول مثل هذه الاستراتيجية، داعياً ترامب الى الانسحاب من السباق.
أما الرئيس الأمريكي جو بايدن فهو من القلائل الذين لزموا الصمت بهذا الصدد، ولم يطلق رسمياً بعد حملة ترشيحه لولاية ثانية على يقين بأن أي تعليق يصدر عنه سيكون بمثابة سلاح للملياردير الجمهوري يؤكد نظريته حول تسييس القضاء.