يسعى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، لاستغلال قضية اتهامه بدفع "رشوة صمت" لممثلة إباحية، بأفضل طريقة، في إطار سعيه للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024، حيث بدا ترامب سعيداً بنتائج استطلاعات الرأي الجديدة، التي أعقبت إصدار لائحة الاتهام، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 2 أبريل/نيسان 2023.
حسب "الغارديان"، فقد اجتمع دونالد ترامب بمستشاريه المقربين، السبت 1 أبريل/نيسان، في منتجع إقامته "مارالاغو" بولاية فلوريدا، لوضع استراتيجيته السياسية المقبلة، بعد أن فوجئ بأن هيئة محلفين كبرى في مانهاتن وجَّهت اتهامات جنائية إليه في قضية دفع "رشوة صمت"، لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز في عام 2016.
استطلاعات الرأي تسعد دونالد ترامب
قال مصدر مطلع إن دونالد ترامب أسعدته نتائج استطلاعات الرأي الجديدة التي أعقبت إصدار لائحة الاتهام، والتي أظهرته متقدماً بفارقٍ كبير على منافسه المتوقع في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية على بطاقة الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024، رون ديسانتيس، حاكم ولاية فلوريدا، وغيره من المنافسين.
بينما أظهر استطلاع رأي على موقع Yahoo News تفوق ترامب على ديسانتيس بنسبة 57% إلى 31% في التنافس المنفرد بينهما، علاوة على اجتذابه تأييد الأغلبية بنسبة 52% في التصويت الواسع الذي يضم 10 مرشحين، منهم ديسانتيس (21%) والسفيرة السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي.
لم يقتصر الأمر على هذا التصويت، فقد عزّز ترامب تقدمه على ديسانتيس أيضاً في استطلاع الرأي الذي أجرته شركة "ماكلولين وشركاه" McLaughlin and Associates، واستطلعت فيه رأي 1000 ناخب مؤهل للمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2024، وخلصت فيه النتائج إلى أن ترامب عزَّز تقدمه من 52% إلى 40% لديسانتيس في يناير/كانون الثاني، ليصبح بنسبة 63% إلى 30% لديسانتيس في مارس/آذار.
جاء الارتفاع الحاد في أرقام التأييد لترامب في استطلاعات الرأي- وإقبال منافسيه المحتملين على الدفاع عنه بشأن لائحة الاتهام بعد مساعيهم السابقة للنأي بأنفسهم عن القضية- بمنزلة المفاجأة الكبيرة لكثيرين، حتى إنه قد فاجأ بعض مستشاري ترامب.
كما قال المصدر إن دونالد ترامب يرى أن عزوف أقرب منافسيه عن استخدام التهم لمهاجمته دليلٌ على أنه لا يزال أوفر المرشحين حظاً للحصول على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، وأن ما حدث يزيد من صعوبة إقناع الناخبين بالتخلي عنه، وحلول مرشح آخر مكانه في الانتخابات.
تزايُد التبرعات للرئيس السابق
أما أقوى دليل على صلابة تأييد ترامب بين قاعدته الانتخابية في أعقاب الاتهامات، فقد جاء في تزايُد أرقام التبرعات، إذ قالت حملة ترامب، يوم الجمعة 31 مارس/آذار، إنها جمعت أكثر من 4 ملايين دولار في غضون اليوم الذي أعقب صدور قرار الاتهام، وأن أكثر من 16 ألف شخص سجلوا للتطوع في الحملة.
من جهة أخرى، تتمحور القضية حول اتهام ترامب بدفع 130 ألف دولار إلى دانييلز، من خلال محاميه مايكل كوهين، في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية عام 2016. وقد سدد ترامب المبلغ لكوهين بعد ذلك بشيكات قيمتها 35 ألف دولار من أمواله الشخصية، وسجَّلها كمصروفات قانونية. وقد أقر كوهين في عام 2018 بالذنب في ارتكاب جرائم فيدرالية.
بينما لا يزال من غير الواضح التهم النهائية التي سيُوجهها ألفين براغ، المدعي العام في مانهاتن بولاية نيويورك، وإن كان بعض أعضاء الفريق القانوني للرئيس السابق يرون أن أقرب سيناريو هو اتهامه بجريمة تزوير سجلات تجارية، التي قد ترقى إلى جناية.