نشرت صحيفة New York Times تقريراً، السبت 1 أبريل/نيسان 2023، كشف متابعة المحللين العسكريين الصينيين عن كثب تفاصيل الحرب الروسية على أوكرانيا لاستخلاص الدروس، والاستفادة منها في أي حرب محتملة حول تايوان، حيث قاموا بتحليل كيفية استخدام روسيا للصواريخ الفرط صوتية، وخاصة في تدمير مخابئ الذخيرة، وخزائن الوقود، وأوصوا بضرورة تطوير بكين برنامج ترسانتها النووية.
تقرير الصحيفة أشار إلى أن المحللين درسوا أيضاً كيفية استخدام القوات الأوكرانية نظام روابط الأقمار الاصطناعية ستارلينك (Starlink) لتنسيق الهجمات، وتجاوز العراقيل التي نتجت عن تدمير القوات الروسية للبنية التحتية الأوكرانية.
نظام ستارلينك
ويضمن نظام ستارلينك توفير خدمة الإنترنت عبر شبكة من الأقمار الاصطناعية منخفضة المدار. وعلى إثر الهجوم الروسي على أوكرانيا، في فبراير/شباط 2022، قدم الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، صاحب نظام ستارلينك خدمة الإنترنت عبر النظام مجاناً إلى السلطات الأوكرانية.
وكان ميخائيلو فيدوروف، نائب رئيس الوزراء الأوكراني، قد صرح بأن شركة ستارلينك اضطلعت بدور حيوي في إعادة إنشاء الخدمات الأساسية، في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية.
الردع النووي
ووفقاً لتقرير نيويورك تايمز، فإن الصينيين رأوا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجح في منع القوى الغربية من التدخل المباشر في أوكرانيا، من خلال استغلال الردع النووي، لذلك أوصى الخبراء بضرورة تطوير بكين برنامج ترسانتها النووية.
التقرير ذكر التقرير أن الجنرال الصيني مينغ شيانغكينغ، وهو أستاذ بجامعة الدفاع الوطني في بكين، كتب بصحيفة صينية أن "استراتيجية الردع النووي الروسية اضطلعت بدور بارز في ضمان عدم تجرؤ حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة على المشاركة المباشرة في حرب أوكرانيا".
وعدد الصينيون أوجه القصور في عمل الجيش الروسي كما كشفتها الحرب، من نقص في الخدمات اللوجستية والإمدادات، وقالوا إن دراسة أوجه القصور تلك يجب أن تكون محور اهتمام بكين، بحسب الصحيفة.
"دعوة للاستيقاظ"
إلى ذلك، قال الباحث في جامعة الدفاع الوطني بواشنطن، جويل ووثنو، إن حرب أوكرانيا كانت بمثابة "دعوة للاستيقاظ" بالنسبة للصينيين، حيث إن الأمور قد تبدو سهلة ومنظمة في التدريب الميداني وعلى الورق، لكن عندما تقابل العدو في حرب حقيقية ربما تصبح الأمور فوضوية وخارج السيطرة.
ونقلت الصحيفة عن خبراء صينيين قولهم إن الصعوبات التي تعاني منها روسيا في حشد قواتها البرية تفرض على بكين الحفاظ على قواتها البرية كثيرة العدد والعدة، إلى جانب العمل بشكل موازٍ على توسيع وتقوية القوات البحرية والجوية.
كما حثوا على ضرورة تدريب الجيش الصيني على استخدام الطائرات المسيرة، والحفاظ على استمرار الاتصالات في ظروف صعبة، واستخدام تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية، وذلك بغية تفادي ضعف أو غياب المعلومات الاستخباراتية الموثوقة حول تحركات قوات الخصوم.
بالإضافة إلى ذلك، حرصت بكين على متابعة الدعم الاستخباراتي والعسكري الذي قدمته دول الناتو لأوكرانيا، ونقلت عن الخبير الأمريكي بالأولويات الدفاعية لايل غولدشتاين قوله إن الصين تراقب على الأرجح آلاف الصواريخ بأنواعها المختلفة، التي تصل إلى أوكرانيا، وتقيّم ما قد يحدث مع تايوان.