أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد 2 أبريل/نيسان 2023 إسقاط "قطعة جوية مجهولة"، قادمة من الأراضي السورية، إلى داخل إسرائيل، وقال في بيان إنه: "تم استدعاء مروحيات ومقاتلات حربية في أعقاب رصد قطعة جوية مجهولة تسللت من جهة الأراضي السورية إلى داخل الأجواء الإسرائيلية، حيث تمت متابعتها من قبل وحدة المراقبة الجوية التابعة لسلاح الجو".
في حين نقلت وكالة رويترز للأنباء عن الجيش الإسرائيلي قوله إنه أسقط طائرة مجهولة الأحد، بعد عبورها من سوريا على ما يبدو مع اشتداد حدة التوتر بين الجانبين. وأضاف في بيان أن الطائرة التي أسقطها لم تشكل أي تهديد.
أضاف الجيش: "تم إسقاط القطعة الجوية في منطقة مفتوحة، حيث لم تشكل أي خطر في أي مرحلة". وفي وقت سابق الأحد، أعلن التلفزيون الإيراني مقتل اثنين من مستشاري الحرس الثوري؛ إثر قصف إسرائيلي على العاصمة السورية دمشق، الجمعة. بدورها، علقت الخارجية الإيرانية على القصف، قائلة إن طهران "تحتفظ بحقها في الرد في الزمان والمكان المناسبين".
إسرائيل تقصف أهدافاً في سوريا
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل استهدفت مواقع في محافظة حمص السورية في غارة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، في حين قالت مصادر مخابراتية غربية إن الضربات استهدفت مجموعة من القواعد الجوية في المنطقة الواقعة بوسط البلاد؛ حيث توجد قوات إيرانية.
في حين رفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على الأنباء عن الضربة الأحدث في سوريا وهي الثالثة منذ يوم الخميس. وذكرت وسائل إعلام رسمية في إيران الأحد أن هجوماً إسرائيلياً قرب دمشق الجمعة، أدى لمقتل عضوين في الحرس الثوري الإيراني.
نتنياهو يتحدث عن الهجوم
دون الإشارة لأماكن أو ضربات بعينها، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحكومته في تصريحات أذاعها التلفزيون الأحد، إن إسرائيل "تكبد الأنظمة الداعمة للإرهاب ثمناً باهظاً" خارج حدودها.
فيما قالت وزارة الدفاع السورية في بيان نقلته وسائل إعلام رسمية: "الجيش الإسرائيلي نفذ حوالي الساعة 00:35 من فجر الأحد هجوماً جوياً من اتجاه شمال شرقي بيروت، مستهدفاً بعض النقاط في مدينة حمص وريفها".
كما قال مصدر عسكري سوري لوسائل إعلام رسمية إن الضربات خلفت بعض الأضرار المادية مع إصابة خمسة عسكريين.
كذلك فقد قال مصدران من أجهزة مخابراتية غربية رفضا ذكر اسميهما لحساسية الأمر إن الضربات الصاروخية استهدفت القاعدة الجوية تي4 الكائنة غربي مدينة تدمر الأثرية ومطار الضبعة القريب من مدينة القصير بالقرب من حدود لبنان؛ حيث يتمركز أعضاء من جماعة حزب الله المدعومة من إيران.
أضاف المصدران أن جنوداً إيرانيين إلى جانب مقاتلين من حزب الله يتمركزون في كلا المطارين، وهناك وجود قوي لمسلحين موالين لإيران في تلك المنطقة بمحافظة حمص.
في حين قال مصدر بالمخابرات في المنطقة إن مركزاً للأبحاث تحت الأرض يشتبه في أن علماء إيرانيين يطورون فيه قدرات تتعلق بصواريخ وطائرات مسيرة كان أيضاً من بين الأهداف. ولم يتسنّ لرويترز التحقق من تلك المعلومات بشكل مستقل.
من جانبها، تنفي سوريا ما يقوله الغرب وإسرائيل عن وجود عسكري مكثف فيها لإيران التي يزور كبار مسؤوليها العسكريون سوريا بصورة متكررة. وتقول إن التعاون العسكري وبرامج الأسلحة مع إيران هو في إطار علاقات استراتيجية قائمة منذ نحو عقد لمواجهة تهديدات إسرائيل على المدى الطويل.
كما تقول إيران إن ضباطها يعملون في دور استشاري في سوريا بدعوة من دمشق. وقتل عشرات من الحرس الثوري من بينهم ضباط كبار في سوريا خلال الحرب الأهلية الدائرة منذ نحو 12 عاماً.
هجمات إسرائيلية على أهداف إيرانية
في حين تنفذ إسرائيل منذ سنوات هجمات على ما تصفها بأنها أهداف مرتبطة بإيران في سوريا؛ حيث ينمو نفوذ طهران منذ أن بدأت دعم بشار الأسد في الصراع الذي بدأ في 2011 بعد قمع وحشي لمتظاهرين سلميين.
كما كثفت إسرائيل الضربات في العام الماضي على مطارات وقواعد جوية سورية لتعطيل ما تقول إنه استخدام إيران لخطوط إمداد جوية لإيصال أسلحة إلى فصائل مسلحة.
فيما تقول مصادر مخابراتية غربية إن إيران تستخدم بشكل متزايد عدة مطارات مدنية لتسليم المزيد من الأسلحة، مستغلة الحركة الجوية الكثيفة مع توصيل طائرات شحن مساعدات الإغاثة في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير/شباط 2023.