استشهد شاب فلسطيني، مساء الجمعة 31 مارس/آذار 2023، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه بشكل مباشر، في ساحات المسجد الأقصى المبارك، بالقرب من باب السلسلة، في الوقت الذي استطاع فيه المعتكفون الاعتصام داخل المصلى القبلي، رغم محاولات الاحتلال قمعهم.
بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإن الشهيد شاب يبلغ من العمر 26 عاماً، وهو من سكان بلدة حورة في النقب المحتل عام 1948.
وعقب إطلاق النار الذي استهدف الشاب، أغلقت الشرطة الإسرائيلية أبواب المسجد الأقصى، والبلدة القديمة للقدس، ومنعت الفلسطينيين من الحركة، لعدة ساعات، قبل أن تعيد فتح أبواب البلدة القديمة.
بحسب روايات شهود عيان، فإن الشاب أصيب في أثناء محاولته التدخل لحماية امرأة فلسطينية اعتدى أفراد شرطة الاحتلال عليها عند باب السلسلة، ولم تكن هناك أي محاولة استيلاء على السلاح، كما زعمت مواقع إخبارية إسرائيلية.
حيث ادعت رواية وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الشاب الفلسطيني "حاول سرقة سلاح شرطي، لكن رجال الشرطة تصارعت معه وأطلقت عليه النار في النهاية"، بحسب "يديعوت أحرونوت".
وتداول معتكفون في الأقصى مقاطع فيديو تُظهر سماع إطلاق النار بشكل واضح تزامناً مع استنفار لقوات الاحتلال، وإغلاق بوابات الأقصى ومنع الدخول والخروج منها.
إطلاق النار على الشاب الفلسطيني جاء بعد وقت قصير من اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى لإزالة اللافتات التي علقها الشبان على الجدران، وكذلك الاعتداء الواسع على الأهالي في سوق القطانين المحاذي للمسجد الأقصى المبارك، حيث ألحقوا أضراراً في المحال التجارية.
دعوات للرباط بالمسجد الأقصى
وكانت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" قد دعتا، الجمعة، الفلسطينيين إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى بمدينة القدس.
وأكدت حماس في بيانها، "أهمية استمرار الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، إحياءً لشعائرنا الإسلامية، وحمايةً لمسرى نبينا الأكرم من تهديدات وانتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين".
وأضافت: "نعبر عن فخرنا واعتزازنا بشعبنا العظيم الذي خرج منذ ساعات الصباح الباكر شادّاً الرحال إلى الأقصى، ما يعكس التزام شعبنا المقدّس بالدفاع عنه وحمايته من انتهاكات الاحتلال الفاشي".
بدورها، دعت حركة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينيين إلى "الاستمرار في شد الرحال إلى الأقصى والرباط والاعتكاف في مصلياته وقبابه وساحاته".
وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي: "الحشود الكبيرة من المواطنين في المسجد الأقصى المبارك تدل على مكانة الأقصى وارتباط المسلمين به، فهو مسجدنا ومسرى نبينا ومهوى أفئدتنا".
واعتبر أن "مئات الآلاف التي أدت صلاة الجمعة في الأقصى رغم إجراءات المنع والتضييق والحصار الذي يفرضه الاحتلال، هي بمثابة رسالة تحدٍّ فلسطيني وتصميم على الرباط في الأقصى وشد الرحال إليه رغم كل العقبات والمؤامرات".
والجمعة، فرضت إسرائيل قيوداً على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، للأسبوع الثاني على التوالي.
قال شهود عيان لـ"الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.
وشهد معبر قلنديا شمالي القدس، وحاجز "300" جنوبيها، ازدحاماً كبيراً على بوابات الدخول من الضفة باتجاه المدينة، كما رفضت القوات الإسرائيلية دخول عدد كبير من الرجال والسيدات بذرائع أمنية، وفق الشهود.
والإثنين، أصدرت إسرائيل قراراً بشأن دخول سكان الضفة الغربية إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
بموجب القرار، تسمح السلطات الإسرائيلية للنساء بكافة الأعمار والأطفال الذكور حتى 12 عاماً والرجال فوق 55 عاماً، بالوصول إلى القدس دون تصاريح مسبقة، فيما تشترط الحصول على تصريح الصلاة خلال رمضان على الرجال من 45 إلى 55 عاما.
لا تشمل الإجراءات الجديدة سكان قطاع غزة، حيث تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.