أعلنت الشرطة الباكستانية، السبت، 1 أبريل/نيسان 2023، عن توقيف 8 أشخاص في مدينة كراتشي الساحلية جنوب البلاد، على خلفية حادثة تدافع أودت بحياة 12 شخصاً عند نقطة توزيع مساعدات رمضان، وهي واحدة من عدة حوادث مماثلة وقعت في الأسابيع القليلة الماضية، مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وقع الحادث يوم الجمعة، 31 مارس/آذار 2023، بعد تجمع العديد من الأشخاص داخل مصنع بالمنطقة الصناعية بكراتشي لجمع الحصص التموينية، وهي جزء من حملات خيرية ينظمها السكان المحليون في شهر رمضان من كل عام؛ لمساعدة المحتاجين، وفقاً لإذاعة "جيو نيوز" المحلية.
أفاد تقرير أولي من الشرطة بأن 9 نساء، تتراوح أعمارهن بين 40 و80 عاماً، وثلاثة أطفال، تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً، لقوا مصرعهم في التدافع، وفقاً لما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس".
فاطمة نور، البالغة من العمر 22 عاماً، والتي لقيت شقيقتها مصرعها في التدافع، قالت إنه "عندما فُتح الباب الرئيسي، اندفع الجميع إلى الداخل"، فيما قال مسؤول في الإدارة المحلية إن ما بين 600 و700 شخص كانوا متجمعين في المجمع الصناعي الصغير، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
من بين القتلى جدة أسماء أحمد (30 عاماً) وابنة شقيقتها، وقالت "نأتي إلى المصنع كل عام من أجل الزكاة". وأضافت "بدأوا بضرب النساء بعصي (الغولف) ودفعهن"، مشيرة إلى أن "الفوضى سادت في كل مكان".
من جهتها، قالت الشرطة الباكستانية إن "مدير المصنع، الذي لم يخبر السلطات عن توزيع صدقات رمضان، من بين المعتقلين على ذمة القضية".
بدوره، قال مدير مباحث الشرطة، حفيظ بوجتي، في تصريح صحفي خلال زيارة إلى موقع الحادث "نتيجة لعدم إبلاغنا بموعد توزيع الصدقات، ازداد الضغط بشكل كبير، وأصبح النساء والأطفال ضحايا التدافع".
أضاف بوجتي أن "عدد الموقوفين على ذمة القضية حتى الآن بلغ 8 أشخاص"، كما تقول الشرطة إنها أصدرت ونشرت أمراً ينص على أن أي شخص أو منظمة تخطط لتوزيع طعام أو أشياء أخرى على الفقراء يجب أن تبلغ السلطات مسبقاً.
في السياق ذاته، أعلن مراد علي شاه، رئيس وزراء إقليم السند؛ حيث تقع كراتشي، عن تقديم تعويض للمصابين في التدافع وأقارب الضحايا، وأوضح أن كل أسرة فقدت أحباءها ستتلقى 500 ألف روبية (نحو 1760 دولاراً)، بينما سيتلقى كل مصاب 100 ألف روبية (نحو 352 دولاراً).
يأتي هذا فيما بلغت حصيلة من فقدوا أرواحهم خلال التدافع برمضان إلى 23 شخصاً، من أجل الحصول على المساعدات والطعام.
وفي وقت سابق اليوم السبت، 1 أبريل/نيسان 2023، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على الحشود الذين تجمعوا للحصول على أكياس طحين مجانية في مدينة بيشاور بشمال غربي باكستان.
كانت باكستان، التي تعاني من ضائقة مالية، قد أطلقت مبادرة لتوزيع دقيق مجاني على الأسر ذات الدخل المنخفض؛ للتخفيف من تأثير التضخم القياسي والفقر المتزايد خلال الشهر الكريم، وتفاقم الوضع بالبلاد بسبب أزمة الطاقة العالمية في أعقاب الحرب في أوكرانيا والفيضانات بسبب الأمطار الموسمية التي غمرت ثلث البلاد في 2022.
يحاول رئيس وزراء باكستان شهباز شريف، تفعيل الشريحة التالية من برنامج قرض بقيمة 6,5 مليار دولار أبرم في 2019 مع صندوق النقد الدولي، لكن المؤسسة المالية الدولية تطالب بإصلاحات جذرية، تشمل زيادات ضريبية وتخفيض كبير في الإعانات، قبل دفع الشريحة.
