أعلنت جماعات استيطانية في القدس المحتلة، الجمعة 31 مارس/آذار 2023، رصد مكافآت مالية للمستوطنين الذين يحاولون ذبح قرابين في المسجد الأقصى المبارك، خلال عيد الفصح اليهودي الذي يوافق الأسبوع الثالث من شهر رمضان الكريم.
وفي بيان لجماعات "الهيكل" المزعوم، قالت إنها ستقدم لمن يتمكن من ذبح "قربان" داخل المسجد الأقصى ما يقارب 7 آلاف دولار، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
كما حددت مكافأةً قدرها ما يقارب 700 دولار لكل من يحاول إدخال القربان للمسجد الأقصى.
وأطلقت منظمات استيطانية متطرفة دعوات إلى إغلاق المسجد الأقصى أمام المسلمين مدة 10 أيام، ودعت أنصارها إلى تنفيذ أكبر اقتحام للمسجد الأقصى.
قبل أيام، أرسل 15 حاخاماً رسالة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، طالبوا فيها بالسماح للمستوطنين بذبح قرابين عيد الفصح لهذا العام في المسجد الأقصى.
وتواصل جماعات "الهيكل" المزعوم تحشيد أنصارها لاستهداف المسجد الأقصى المبارك، بتكثيف الاقتحامات وأداء طقوسهم التلمودية، وتزداد كثافة هذه الدعوات في المناسبات والأعياد اليهودية.
يعد ذبح القرابين في المسجد الأقصى ذروة الطقوس التلمودية، وهدفاً للمستوطنين يسعون لتحقيقه في كل عام خلال عيد الفصح، ويحاولون بكل الأساليب تنفيذه، ولكن اعتصام الفلسطينيين في المسجد الأقصى يفشل مخططاتهم.
يتعرض المسجد الأقصى المبارك يوميّاً لاقتحامات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، على فترتين صباحية ومسائية؛ في محاولة من الاحتلال الإسرائيلي لفرض التقسيم الزماني فيه.
كما تُبعد سلطات الاحتلال باستمرارٍ مجموعة من الرواد والمؤثرين، في قرارات تصل إلى 6 أشهر يصدرها قائد لواء منطقة القدس.
وزادت شرطة الاحتلال مع بداية رمضان مضايقاتها للمرابطين، إذ تمنعهم من الصلاة وتراقب هوياتهم وتفتشهم؛ في محاولة لإثنائهم عن العودة إلى المسجد.
دعوات للرباط
ودعت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الجمعة، الفلسطينيين إلى شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، وذلك في بيانين منفصلين أصدرتهما الحركتان، في الجمعة الثانية من شهر رمضان.
وأكدت حماس في بيانها، "أهمية استمرار الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى، إحياءً لشعائرنا الإسلامية، وحمايةً لمسرى نبينا الأكرم من تهديدات وانتهاكات جيش الاحتلال ومستوطنيه الإرهابيين".
كما أضافت: "نعبر عن فخرنا واعتزازنا بشعبنا العظيم الذي خرج منذ ساعات الصباح الباكر شادّاً الرحال إلى الأقصى، ما يعكس التزام شعبنا المقدّس بالدفاع عنه وحمايته من انتهاكات الاحتلال الفاشي".
بدورها، دعت حركة "الجهاد الإسلامي"، الفلسطينيين إلى "الاستمرار في شد الرحال للأقصى والرباط والاعتكاف في مصلياته وقبابه وساحاته".
وقال الناطق باسم الحركة طارق سلمي: "الحشود الكبيرة من المواطنين في المسجد الأقصى المبارك تدل على مكانة الأقصى وارتباط المسلمين به، فهو مسجدنا ومسرى نبينا ومهوى أفئدتنا".
واعتبر أن "مئات الآلاف التي أدت صلاة الجمعة في الأقصى رغم إجراءات المنع والتضييق والحصار الذي يفرضه الاحتلال، هي بمثابة رسالة تحدٍّ فلسطيني وتصميم على الرباط في الأقصى وشد الرحال إليه رغم كل العقبات والمؤامرات".
والجمعة، فرضت إسرائيل قيوداً على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مدينة القدس لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، للأسبوع الثاني على التوالي.
وقال شهود عيان لـ"الأناضول"، إن الجيش الإسرائيلي عزز قواته على المعابر المؤدية إلى مدينة القدس، ودقق في هويات الفلسطينيين، ورفض دخول بعضهم.
فيما شهد معبر قلنديا شمالي القدس، وحاجز "300" جنوبيها، ازدحاماً كبيراً على بوابات الدخول من الضفة باتجاه المدينة، كما رفضت القوات الإسرائيلية دخول عدد كبير من الرجال والسيدات بذرائع أمنية، وفق الشهود.
والإثنين، أصدرت إسرائيل قراراً بشأن دخول سكان الضفة الغربية إلى القدس الشرقية لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى.
بموجب القرار، تسمح السلطات الإسرائيلية للنساء بكافة الأعمار والأطفال الذكور حتى 12 عاماً والرجال فوق 55 عاماً، بالوصول إلى القدس دون تصاريح مسبقة، فيما تشترط الحصول على تصريح الصلاة خلال رمضان على الرجال من 45 إلى 55 عاماً.
ولا تشمل الإجراءات الجديدة سكان قطاع غزة، حيث تحظر السلطات الإسرائيلية وصولهم إلى القدس إلا بعد الحصول على تصاريح خاصة صعبة الشروط.